13 سبتمبر 2025

تسجيل

الفساد الذي ساد

01 مارس 2014

يسألني أحد الأخوة لماذا لا تكتب عن مظاهر الفساد التي نراها في عالمنا العربي وبعض دول العالم الإسلامي بعكس الدول الأخرى التي بها نظام محاسبة ورقابة ومُساءلة وعدالة اجتماعية،، أو عن الفساد المجتمعي الذي أرثه الثراء الفاحش للبعض الناتج عن الفساد وظهور الطبقية؟؟ وكان ردي عليه أنت تعلم أننا في العالم العربي ومهما قالوا لك بأن هناك حرية في الرأي فلا تصدق ذلك فالكلام بهذا الخصوص يدخل في المحظور. وعندما تكتب عنه تحس بدقات قلبك تتسارع وكأنك تصعد جبلا ويمكن تدخل به فندق خمس نجوم "سجن" كالقرقور،، وباختصار شديد في عالمنا المعروف بفساده الظاهر والباطن على مختلف المستويات والاصعدة والمجالات والذي وأدَ الديمقراطية وهي في مهدها وتنفس الطواغيت والمفسدون في الأرض والظالمون الصعداء، والفساد الذي ينتشر بكل أشكاله وأنواعه ويعرفه الجميع بما فيه الفساد بالقانون الذي يكون بعلم الحكومات نفسها أو ظهور الطبقية بفضل تفضيل البعض على الآخر في الرزق وتقسيم المجتمعات إلى درجات، ويقولون والقول في ذلك مضحك ويدعون إلى السخرية ففي كثير من الدول تقول إنها تكافح الفساد من جهة ومن أخرى تترك الحبل على الغارب للبعض لكي يخترع ويفتح صنابير الصرف في مؤسساتها عليه وعلى ضاربي الدفوف له في وسائل الإعلام تحت عنوان كاذب مصالح الأوطان تستوجب ذلك! وكم وكم من المفسدين السارقين للمال العام لم يطلهم القانون إلى يومنا هذا بعد أن خلطوا الأوراق بعضها ببعض، أما الطبقية البغيضة نتجت بفضل ميزان بني البشر المختل الذي أمر رب العالمين بضبطه والذي مال ونتجت عنه القسمة الضيزى التي ورد ذكرها في القرآن الكريم ليس بين البائع والمشتري فحسب ولكن في كثير من المجالات وهي سبب الثراء الفاحش لبعض الشعوب! وإذا كانت للفقر مساوئ كثيرة فللثراء مساوئ أكبر وخاصة الذي يصدر عن الذين كانوا لا يملكون خف حنين أو من كان في جرة وطلع لبرة وفجأة ظهر عليه الثراء السريع!! وقد لا نعلم من أين فيمكن السماء أمطرته دنانير ذهبية أو وجد المصباح السحري وبداخله مسؤول وقال له شبيك لبيك المكارم بين يديك خذ ماشئت إلى حد التخمة! فقال لي صديقي بعد ذلك أعلم بأنك تخاف من المحذور فلنتكلم في موضوع آخر ما رأيك في انعكاسات الثروة وما سببته بهذا الفساد المجتمعي والذي نراه فبعد تكاليف الزواج الباهظة اخترعوا لنا ليلة الحناء، صحيح أتعلم أنها تعادل تكلفة نصف زواج وزد على ذلك فيما مضى نأتي بالفرق الشعبية والتي كانت تتقاضى مبلغا معقولا أتوا لنا معشر النساء بأفكارهن المدمرة التي لم يسخرنها في تربية أبنائهن وتركنهم للخدم فأخذن يتنافسن في جلب مطربين ومطربات بمئات الآف الريالات بل البعض يطلب آلاف الدولارات وطاوعهن في ذلك بعض الرجال مسلوبي الإرادة، كما لا يفوتني قبل أن أنسى من مظاهر الفساد الخطيرة والخطيرة جداً وهي في نظري سبب مباشر لكثير من المساوئ التي نراها هو فساد الذمم واتساعها وتعطل مؤشر الحلال والحرام وموت الضمير وعدم النصح ولم يعد للصدق والأمانة وجود وقلب الحقائق وتزييف الواقع والهروب، أكتفي بهذا القدر حتى لا أدخل في عنق الزجاجة فأنا في العالم العربي وليس في مكان آخر،، وآخر الكلام أحيانا قد تراودنا أفكار ومنها التوقف عن الكتابة وخاصة عندما تحس كأنك غريب أو تغرد خارج السرب وعندما ترى من البعض لايحب أن يسمع الحقيقة ويبدلها بالكذب والنفاق وذر الرماد في العيون والكثيرون من حولك يقلبون الحقائق رأساً على عقب أو عبارة عن مُسوقين لبضاعة رخيصة وفاسدة أو يكتبون من أجل أهداف شخصية دنيوية فوالله لولا الهدف الأسمى الذي نبحث عنه هو رضا الله ومن ثم الأمانة في القول وحب الخير للجميع والنصح ووضع مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار ودماثة أخلاق القائمين على هذا المنبر الحر الشجاع لاكتفينا بهذا القدر من الكتابة المتواضعة.