15 سبتمبر 2025

تسجيل

الدراما و المسرحُ و خطابُنا الـمونديالي

01 مارس 2014

كان إلغاءُ وزارةِ الإعلامِ، سنة 1998 م ، بدايةً لـمرحلةٍ جديدةٍ شهدتْ رَفْـعَ سَقْـف الحرياتِ الإعلامية ، إدراكاً من سموِّ الأميرِ الوالد لضرورةِ مخاطبةِ العالَـمِ بلغةِ الإنجازات و ليس عَـبْـر وسائل الإعلام. وبذلك، تَـعَيَّـنَ على الـمواطنين أنْ يكونوا لسانَ حالِ بلادِهِـمْ في كلِّ الـمَجالاتِ بإبداعاتهم الرياضيةِ والفِكريةِ والأدبيةِ والعلميةِ والفنيةِ.وبينما نحن سائرون بثباتٍ نحو رؤيةِ سموِّ الأميرِ الـمُفَدَّى لقطر 2030 م ، مروراً بمونديال 2022 م ، نَتَـلَـفّـتُ باحثينَ عن أعمالِـنا الدراميةِ ومسرحياتِـنا، فلا نجدُ لهما أثراً يُذْكَـرُ في تعزيزِ خطابِنا الحضاريِّ، والـموندياليِّ منه بخاصة؛ على الرغم من أنهما لَـعِـبا دوراً كبيراً في صُنْـعِ قاعدةٍ جماهيريةٍ عربية واسعة رأتْ بلادَنا من خلالِـهِـما بصورةٍ إنسانيةٍ مُحـبَّـبة إلى النفوس .بالطبعِ ، ليس مطلوباً إنتاج أعمالٍ فنيةٍ تدورُ حول الرياضةِ، وإنما زيادةُ وتيرةِ الإنتاجِ، كيفاً وكَـماً، بحيث يُعَـبِّـرُ عن قضايا مجتمعِـنا الـمُعاصرةِ ، وهمومِنا وآمالِـنا، وعن ارتباطِـنا بقضايا أُمَّـتَينا العربية والإسلامية . ويكون نافذةً يُطِـلُّ منها الأشقاءُ العربُ علينا فَيَرونَـنا في واقعِـنا الإنسانيِّ بصورةٍ تجعلُ من سياستِنا على كلِّ الأصعدة ناجحةً على الـمستوى الشعبيِّ الجماهيري، و مقبولةً نفسياً وعقلياً لدى الـمواطنِ العربيِّ في مُدنِـه وقُراه وبواديه.من الضرورةِ بمكانٍ أنْ يكونَ هناك وعيٌّ بأنَّ خطابَـنا الـموندياليَّ يقومُ في جانبٍ منه على تقديمِ الـمجتمعِ القطريِّ إلى الآخرينَ بالعَملِ الفنيِّ الإبداعيِّ الجاذبِ للعينِ والقلبِ و العقلِ. وهذا يدفعُنا إلى التَّـمنِّي على وزارةِ الثقافةِ و الفنونِ و التراثِ لوضعِ خطةِ إنقاذٍ عاجلةٍ لدعمِ الأعمالِ الدراميةِ التليفزيونيةِ والمسرحياتِ، بالتنسيقِ مع اللجنةِ العُليا للمشاريعِ والإرثِ، وأنْ يكون ذلك ضمنَ رؤيةٍ شاملةٍ للكيفيةِ التي ستتمُّ الخطةُ بها، وللمراحل التنفيذيةِ لها، و الأسسِ والشروطِ التي سيتم الدعمُ بموجبِـها.خطابُنا الـمونديالي بحاجةٍ للمبدعين والـمُبدعاتِ في الكتابةِ الروائيةِ والقصصيةِ والـمسرحية، والتمثيلِ والإخراجِ. والـموسيقى والغناءِ والفنونِ التشكيليةِ. ولأن معظمَـهم في سنِّ الشبابِ، فإنَّ جيلَ الكبارِ مسؤولٌ عن رعايتِـهم بالتوجيهِ والإشرافِ كواجب وطني . كلمةٌ أخيرةٌ :الحديثُ عن وطنٍ، وإعدادِ إنسانِـهِ للمُشاركةِ في صُنْـعِ مستقبلِـهِ، لابدَّ فيه من مُفرداتٍ نقولُها بلغة الرياضة والأدب والفِكرِ والفنِّ.