قطر والمملكة المتحدة.. آفاق واسعة للشراكة الإستراتيجية

انطلاقاً من العلاقات المتينة والتاريخية بين دولة قطر والمملكة المتحدة، جاء استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بمكتبه في قصر لوسيل صباح أمس، سعادة السيد أوليفر جيمس دودن نائب رئيس الوزراء بالمملكة المتحدة الصديقة، والوفد المرافق له بمناسبة زيارته للبلاد، حيث جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآفاق تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات. ولا شك في أن العلاقات بين البلدين اللذين تربطهما شراكة استثمارية إستراتيجية وقعت عام 2022، تزداد كل يوم قوة ومتانة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، وهو ما يظهر في شكل الشراكة الوثيقة والواسعة بين الجانبين، سواء على صعيد التنسيق السياسي أو في مجالات الدفاع والأمن والازدهار والأمن الإقليمي، أو على الصعيد الاستثماري والتجاري، حيث تعكس أرقام التبادل التجاري والتي قفزت في العام 2023 بنسبة 29 بالمائة عن العام 2022 لتصل حاليا إلى 11.4 مليار جنيه إسترليني، بجانب الاستثمارات القطرية في المملكة المتحدة التي وصلت إلى 40 مليار جنيه إسترليني. ولعل أبرز مظاهر هذه الشراكة، هو التنسيق بين البلدين في مختلف القضايا الدولية والإقليمية، حيث تعمل قطر والمملكة المتحدة بشكل وثيق جدا في مجموعة واسعة من الملفات بما في ذلك أفغانستان والشرق الأوسط، حيث تدعم بريطانيا الدور الرئيسي والحيوي لدولة قطر فيما يتعلق بالوساطة في غزة، سواء بالعمل من أجل وقف مستدام لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، أو الجانب الإنساني الذي يتصل بإيصال المساعدات، وتخفيف المعاناة الهائلة للشعب الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة، وهو تنسيق يمتد لدعم جهود الاستقرار الإقليمي. إن الزيارات المتبادلة والتشاور والتنسيق المستمر يعكس الرغبة المشتركة للارتقاء بالشراكة الإستراتيجية إلى أعلى المستويات بما يعود بالخير على الشعبين الصديقين.