28 أكتوبر 2025
تسجيلنقرأ لنتعلم ولنهتدِ ولنتثقف ولنخرج من تحت جلدنا إلى مكان أوسع وأجمل، به نكون ما نريد أو مالا نريد! نسأل لنأخذ الرأي ولنفهم ولنبحث ولنسمع من غيرنا ما لم تقله قلوبنا أو ما همست به عقولنا ورفضناه! نمارس الرياضة كي نُريح أنفسنا من العضو الوحيد من أجسادنا الذي يتحرك بلا رياضة.. عقلنا! نعمل كي نغذي جيوبنا وعوائلنا وغرورنا.. ملاحقين المال والسمعة والنفوذ.. مُفنين أعمارنا في محاولة إثبات قيمتنا لأناس نعرفهم وأناس لا نعرفهم! نبحث عن المال لأننا نرى صور السعادة التي يمكن شراؤها في انستجرام، ونبحث عن النفوذ لأننا نقرأ أسماء المشاهير في الصحف اليومية، ونبحث عن السمعة لأن.. «الصيت ولا الغنى»! ننام كي نرتاح من واقعنا السعيد والحزين. لا تصدقوا من يقول بأن السعيد لا ينام، فالبديل عن النوم هو الجنون! نكبر لأن ما يجري حولنا لا يمكن لطفل أن يتحمله أو لشاب أن يتجمل أمامه. نشيخ لأن الدنيا لا تقبل الوقوف بالزمن ولا المكان، ولهذا تتعرى الجبال وتُزهر الأنهار! نكتب لأن البوح للورق أسهل وأخف علينا من التلميح بآلامنا لإنسان قد يفهم ومن ثم يتجاهل ما فهمه لئلا يعكر مزاجه ويثقل لسانه ببضع عبارات مواساة! نرسم لأن الدنيا أجمل على القماش. ونلون القماش كي نصبح نحن أجمل ما الدنيا! نحب لأن هذه هي فطرتنا وما خُلقنا من أجله. ألم يُخلق آدم ليعبد الله ويحبه؟ نسافر لنفارق ولنجتمع مع أحبتنا أو مع أنفسنا.. ففي تغيير المكان انتعاش للعقل وهدوء ومراجعة للنفس. نلعب كيلا يبتلعنا ثقل الوجود اليومي. نهتم لأن عدم الاكتراث يعني عدم الحياة.. وعدم الموت أيضاً! نداوي لأننا تعبين ونعرف أثر الجرح أكثر من المجروحين! نغني كي يعلو صوتنا على نشاز الدنيا، وندوزن آلاتنا الموسيقية كي نشعر ببعض السيطرة حول ما يجري حولنا، فلربما حرف دو يجعل غداً أهون، ولربما حرف صول يجعل ما بعد الغد أيسر أكثر وأكثر! نرقص لأن الرقص أكثر فعل يعبر عن الحياة، و يجذب أجمل ما فيها، ولأننا بلا الرقص والموسيقا، كتل جامدة، لن تقبل بنا سوى متاحف العقل المملة! نتعبّد لئلا يكون كل هذا بلا سبب!