10 سبتمبر 2025
تسجيليعتبر موضوع الوسائل البديلة لفض منازعات التجارة الدولية ذا أهمية لكونه يمس اغلب فروع القانون الخاص، فضلاً عن انه يحظى باهتمام متزايد في مختلف الأنظمة القانونية والقضائية لكونها توفر المرونة والسرعة في البت والسرية بالإضافة الى مشاركة الأطراف في إيجاد حلول لمنازعاتهم. وأصبح اللجوء للوسائل البديلة لحل النزاعات التجارية في وقتنا الحالي أمرا ملحاً وذلك لتلبية متطلبات الأعمال الحديثة، والتي لم تعد المحاكم قادرة على التصدي لها بشكل منفرد، فمع التطور المستمر في التجارة والخدمات، وما نتج عن ذلك من تعقيد في المعاملات، وحاجة إلى السرعة والفعالية في بت الخلافات وتخصصها من قبل من ينظر بهذه الخلافات أو يشهد في حالها، نشأت الحاجة لوجود آليات قانونية يمكن للأطراف من خلالها حل خلافاتهم بشكل سريع، وعادل وفعال، مع منحهم مرونة وحرية لا تتوفر عادة في المحاكم. لذا كانت الوسائل البديلة آلية فعّالة لتخفيف الضغط عن المحاكم والجهات القضائية. مزايا اللجوء إلى الوسائل البديلة: ١- سرعة الفصل في النزاع: حيث إن المحكمين يكرسون اوقاتهم وجهودهم لحل النزاع لتحقيق مصلحة الأطراف او الخصوم، بالإضافة إلى انعقاد الجلسات في أوقات مناسبة لظروف الخصوم أنفسهم و ذلك على عكس القضاء التقليدي. ٢- قلة التكاليف: حيث أنها لا تتطلب الرسوم التي تدفع عند التقاضي أمام محاكم الدول أو اتعاب محامين. ٣- السرية: حيث أن الجلسات تكون سرية على عكس جلسات المحاكم العلنية، إضافة لذلك، فإنه يحق للخصوم إخفاء بعض المعلومات عن منافسيهم أو عن عملائهم أو غيرهم. ٤- الرضائية: حيث لا تقوم هذه الوسائل إلا بقبول أطراف النزاع الرأي الذي انتهي فيه الطرف الثالث. أنواع الوسائل البديلة لتسوية المنازعات التجارية 1. التحكيم هو وسيلة من وسائل الفصل في المنازعات، وهو نظام قانوني مستقل عن قضاء الدول يمكن من خلاله الفصل في النزاعات بواسطة أفراد عاديين. وتتمثّل هذه الوسيلة بإعطاء بعض الأفراد العاديين أو الهيئات غير القضائية الصلاحية لحل النزاعات، ويُطلق عليهم اسم المحكم أو المحكمين، وما يصدرونه من حكم فهو إلزامي لجميع أطراف النزاع. 2. الوساطة: يمكن تعريف الوساطة على أنها مرحلة متقدمة من التفاوض، حيث تتم بمشاركة شخص محايد يسمى «وسيط» يقوم بتسهيل النقاش بين الأطراف ويساعدهم للتوصل إلى تسوية النزاع. وتنجح الوساطة في حل نسبة كبيرة من النزاعات التي يتفق الأطراف على حلها بهذه الآلية، حيث أنها الأساس الذي يقوم عليه نظام الوسائل البديلة لفض نزاعات التجارة الدولية، هي المستخدمة في أغلب عقود التجارة الدولية تكمن أهمية الوساطة كوسيلة بديلة لحل المنازعات المحلية والدولية بالطرق السلمية بكونها الفكرة البديلة عن الإكراه والعنف الذي ينشأ بين الافراد او الدول المتنازعة. أوجه التشابه بين التحكيم والوساطة: تتشابه وسيلتا التحكيم والوساطة في بعض الأوجه؛ فكلتا الوسيلتين تهدفان إلى حل النزاعات بين الأطراف بوجود طرف ثالث لا ينتمي إلى أي من الأطراف. كما أن كلتا الوسيلتين تتم بعيداً عن إجراءات التقاضي أمام القضاء. أوجه الاختلاف بين التحكيم والوساطة هناك فرق جوهري بين التحكيم والوساطة، حيث إن (الوساطة) تهدف للتوصل لحل ودي يصيغه الأطراف بأنفسهم اي انه لا يفرض أي قرار على الأطراف من قبل الوسيط، بل يجب على الأطراف أنفسهم إيجاد حلول مناسبة، بفضل تدخل طرف ثالث محايد، على عكس التحكيم الذي يفصل في النزاع بإصدار حكم يفرض على أطراف النزاع ويكون إجبارياً. 3.التفاوض: بأنه وسيلة بديلة من وسائل تسوية منازعات التجارة الدولية، حيث يسعى إلى تسوية النزاع بين الخصوم عن طريق مفاوضين بالاتفاق وجهاً لوجه. وقد لا يؤدي التفاوض الى الوصول لقرار يحسم النزاع و إنما يؤدي إلى قدر معين من التنازلات من قبل الطرفين. كما يشمل مفهوم التفاوض المقترحات الأولية التي يبديها أحد الأطراف والمقترحات المعاكسة لها التي يتقدم بها أحد الأطراف و جميع المناقشات التي تدور سواء كانت شفوية أم خطية، وسواء كانت مباشرة أو تم الاستعانة بأحد المراكز التخصصية بنية الوصول إلى اتفاق وتحديد حقوق والتزامات الطرفين. ومن الجدير بالذكر بأن الوساطة هي من أوائل الوسائل التي لجأت إليها المجتمعات البشرية لحل النزاعات ولا يزال من أنجح الوسائل وأكثرها انتشاراً. 4. الصلح: وهو عبارة عن عقد واتفاق يحسم النزاع القائم بين الأطراف، أو يجنب حصول نزاع محتمل وذلك بأن يتنازل كل منها على وجه التقابل عن جزء من ادعاءاته. وهناك اوجه شبه بين الصلح والتحكيم حيث ان كليهما عبارة عن اتفاق بين الطرفين بعيدا عن القضاء ويترتب على كل من الطرفين عدم عرض النزاع على القضاء، كما انه يتطلب على كل منهما وكالة خاصة لإبرامه (اتفاق الصلح). لذا نرى من الضرورة الأخذ بهذه الوسائل واللجوء اليها عند نشوب نزاع متعلق بالتجارة الدولية، ومن الضرورة البحث في هذه الوسائل وتطويرها. وضرورة انشاء مراكز متخصصة لاتخاذ هذه الإجراءات لفض المنازعات. [email protected]