22 سبتمبر 2025

تسجيل

نحو موقف موحد لدعم فلسطين

01 فبراير 2020

تواصلت ردود الأفعال العالمية الرسمية والشعبية الرافضة للمبادرة الامريكية لحل القضية الفلسطينية المسماة اعلاميا بصفقة القرن، حيث اتفق الكثير من الزعماء السياسيين والخبراء على أن هذه الصفقة لا يوجد بها أي شيء للشعب الفلسطيني، وأنها منحازة بالكامل لإسرائيل، وتكرس الاحتلال، وذلك لاسباب موضوعية أهمها أن المبادرة اعتبرت مدينة القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي. ولا يمكن لأي جهة تتعامل مع هذا الملف المعقد أن تتوقع الوصول لسلام بدون حل عادل للمدينة المقدسة، كما أن الصيغة المطروحة تكرس بشكل واضح لدولة اسرائيلية قوية بجانب دولة فلسطينية تحت رحمة الاحتلال الذي لا تحوي الصفقة أي نصوص تردعه من إعادة احتلال أي أراض فلسطينية، أو تضع حدودا لمستوى التسليح والقدرات العسكرية التي يجب أن تتمتع بها دولة اسرائيل، وتتبع الموافقة على هذه المبادرة بشكل مباشر فقدان حق العودة لكل الفلسطينيين، وبالتالي ضياع حقوقهم التاريخية، وعدم قدرتهم على ملاحقة اسرائيل قانونياً على كافة الجرائم التي اقترفتها ضد الشعب الفلسطيني خلال العقود السابقة، بهذه الملاحظات وغيرها هزمت المبادرة الأمريكية نفسها إذ انحازت لطرف على حساب طرف وفقدت صفة الحياد، وحتى مسمى الصفقة لا يجوز اطلاقه على مثل هذه الصيغة المتحيزة بشكل كامل لطرف دون غيره، بل وتعمدت المبادرة اغفال التصورات السابقة للحل والتي توافقت عليها معظم دول العالم ومؤسساته القانونية والحقوقية. وفي ظل تصاعد المواقف المتفاعلة مع القضية منذ اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "صفقة القرن"، ينعقد اليوم الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية بطلب من فلسطين، حيث سيقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس شرحا للوزراء العرب عن مخاطر الخطة الأمريكية، وسبب رفضها، ورؤيته المتمسكة بالمفاوضات على أساس القرارات الدولية. تقف الجامعة العربية أمام قضية لا تحتمل التجاهل، فليس أمامها خيار سوى اتخاذ موقف موحد يتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس كما تم التوافق في مبادرة السلام العربية عام 2012، وإلا فإن الشعوب العربية لن تقبل التفريط في حقوق الفلسطينيين وستضطر الانظمة إلى مواجهة شعوبها.