جولة ناجحة بامتياز

الجولة الآسيوية التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والتي اختتمها أمس بزيارة الصين، حققت نجاحا كبيرا في تعزيز العلاقات مع بكين وطوكيو وسيول على كافة المستويات. وتعد الصين محطة بارزة في جولة صاحب السمو لما يربط البلدين من علاقات تجارية وسياسية واستثمارية وتعاون مشترك وصل إلى المرحلة الإستراتيجية من جانب، ولما لأهمية الصين سياسيا واقتصاديا في الساحة الدولية من جانب آخر، ولذلك فقد تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، شهدها أمس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية في قصر الشعب بالعاصمة بكين. وبالنظر إلى حجم الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي وقعت، وكذلك دور هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين قطر والصين، فإنها تؤهل البلدين لانطلاقة جديدة في العلاقات الثنائية بشكل قوي، والدخول بها إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية الفاعلة، حيث تعد الصين ثالث شريك تجاري لقطر، وثاني أكبر مصدر لوارداتها، في حين تعتبر قطر ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال للصين. وبالإضافة إلى ذلك، يعمل في السوق القطري العديد من الشركات الصينية في قطاعات الهندسة، والاستشارات والمقاولات وتكنولوجيا المعلومات والتجارة والخدمات، وغيرها من المجالات الحيوية. وكانت قطر من أوائل الدول التي أبدت رغبتها في المشاركة في مبادرة الحزام والطريق، علاوة على أنها عضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. ما أسفرت عنه جولة صاحب السمو من نتائج إيجابية يدعم ويعزز الشراكة مع تلك الدول لما فيه مصالح الشعوب كافة، والاتفاقيات التي وقعت مع الصين وكوريا واليابان تضع العلاقات على طريق التميز والتعاون والشراكة الإستراتيجية في كافة المجالات، وهو ما يحسب لنجاح الدوحة في توسيع آفاق التعاون مع الشركاء في الخارج.