14 سبتمبر 2025
تسجيلكم رائعٌ أنَّ صالةُ لوسيل اتَّسَعَتْ للقلبِ الكبير لسموِّ الأميرِ الـمُفدى، ولقلوبِ عشراتِ ألوفِ القطريين والقطرياتِ التي اِحْتَضَـنَتْ سموَّهُ ومنتخبَنا، ولقلوبِ ملايينِ الأشقاءِ العربِ التي نَبَضَتْ بالأملِ في فوزٍ مُشَـرِّفٍ لأول منتخبٍ عربيٍّ ينافسُ للوصولِ إلى نهائي كأسِ العالمِ لكرةِ اليد. ثم كانَ الفوزُ على الـمنتخبِ البولنديِّ، فاهتزتِ القلوبُ فرحاً، وتعاظمَ فَـرَحُها لرؤيةِ سموِّهِ يُحَيي منتخبَنا ببشاشتِـهِ ودَماثَـةِ خُلْـقِـهِ وتواضعِـهِ الجَـمِّ. هذهِ هي بلادُنا الحبيبةُ، وهذا قائدُها، وهذا شعبُها الذي يُبادلُهُ حباً بحبٍ وولاءً واحتراماً وتقديراً لشخصيتِـهِ الاعتباريةِ الساميةِ وشخصِـهِ الكريم.أمسِ الأول، أهدانا منتخبُنا فوزاً رائعاً يؤكِّـدُ تَـمَـيُّزَ بلادِنا في لعبةٍ رياضيةٍ كانت حِـكراً على الـمنتخباتِ الأوروبيةِ، وأهْـدَتْـهُ بلادُنا إلى أمَّـتِـنا العربيةِ التي تَـشَـرَّفْنا بتمثيلِـها في تنظيمِ الـمونديالِ، وكنا عند حُسنِ الظَّنِّ بنا، فكانَ التنظيمُ متكاملاً من كلِّ جوانبِـهِ بفضلِ جهودٍ جبارةٍ بذلَتها اللجنةُ الـمنظِّمَـةُ برئاسةِ سعادةِ الشيخِ جوعان بن حمد آل ثاني، ووصلَ منتخبُنا إلى الـمباراةِ النهائيةِ ليرفعَ رايةَ قطرَ في هذا الـمَحفلِ الرياضيِّ العالـميِّ الذي سيزهو بلغةِ الضادِ لأولِ مرةٍ في تاريخِهِ، ويسمعُها العالمُ عندما تصدحُ الحناجرُ بنشيدِنا الوطنيِّ في الحفلِ الختاميِّ.لا بد لنا من الفَـخْـرِ بالإنجازِ الذي حققناهُ بنجاحِـنا في تنظيمِ الـمونديالِ، لأنَّه كانَ لغةً جديدةً خاطبنا بها بعباراتٍ من الحضارةِ والـمدنيةِ عكستْ الـمعدنَ الأصيلَ للإنسانِ القطريِّ الـمُبدعِ القادرِ على العطاءِ وإحداثِ التغييرِ الإيجابيِّ في مَسارِ الأحداثِ. وسيذكرُ التاريخُ أنَّ بلادَنا غَيَّـرَتْ الـمَسارَ في لعبةِ كرةِ اليدِ عندما أخرجَ منتخبُنا الـمنافسةَ من الحلقةِ الأوروبيةِ الضيِّقةِ إلى القاراتِ الأخرى.اليومَ، نحنُ على موعدٍ مع الـمباراةِ النهائيةِ، وقطرَ التي تزهو بأبنائِـها ويخفقُ قلبُها مع نَبْضِ قلوبِـهِم بالأملِ في إنجازٍ عالـميٍّ، وسموِّ الأميرِ الـمفدى الذي سيُشرفُ صالةَ لوسيل بحضورِهِ، وقلوبِ أشقائنا العربِ الذين يدركونَ أنَّ منتخبَـنا هو منتخبُ الأمةِ العربيةِ كلِّها، فعلينا جميعاً التَّوَجُّـه إلى الصالةِ ليكونَ حضورُنا فيها وحولها حَـدَثاً يعكسُ وقوفَـنا مع الـمنتخبِ، وتلاحُـمَنا مع قائدِ مسيرتِنا، وروحَنا الرياضيةَ الرفيعةَ. كلمةٌ أخيرة:الوطَنُ هو الإنسانُ أولاً، ونَحْـمَـدُ اللهَ أنْ أنعمَ على وطنِـنا بشعبٍ حيٍّ وقائدٍ حكيمٍ له في كلِّ قلبٍ مَـوضعٌ سامٍ ومكانةٌ عاليةٌ.