16 سبتمبر 2025

تسجيل

قصة وغصة

01 فبراير 2015

جمعتني الصدف بأحد الأصدقاء لم أره منذ زمن بعيد يوم كنا نعمل في ذاك المكان قبل أن نتلقى لكمتي التقاعد، وخبري به حينئذ بأنه ذو صحة جيدة ومتعافى زائد الوزن فلما رأيته الآن لم أكد أعرفه لولا أنه بادرني بالسلام فقلت له عذراً من أنت قال ألم تعرفني؟؟ قلت إني مشبه عليك لكنني ناسي اسمك وفي حقيقة الأمر لم أعرفه فقلت له ذكرني بالله عليك قال أنا زميلك في العمل القديم واسمي أبو فلان قلت له ماذا تقول أنت ذلك الرجل الذي كان يعمل معي إني أراك بصورة أخرى ماذا حل بك هل أنت مريض؟!! قال لا قلت أجل ماذا أخبرني بالله عليك فكلي آذان صاغية، فقال من أين ابدأ وأنتهي فالحكاية بعد التقاعد المبكر وبعد أن كنت أعمل بكل جد واجتهاد وإخلاص في العمل جلست في البيت بسبب قرار غير صائب من ذاك المدير الذي تعرفه جيداً الذي كان لا يعرف من أين تطلع الشمس من المشرق أم من المغرب ولا يستطيع أن يكتب جملتين صحيحتين، فجلست في البيت أتصارع مع الفراغ مرة يغلبني ومرة أغلبه ومع المدة تغلب عليّ،، وفي إحدى المرات تصادفت مع بعض الأصدقاء لا بارك الله بها من صدفة فقد كنت أعرفهم في إحدى السفرات يوم الطيّش وفورة الشباب فسألوني أين تعمل الآن قلت لهم على باب الله أحل الكلمات المتقاطعة وأحد رواد المقاهي والمجمعات التجارية فقالوا لماذا لا تأتي إلينا في العزبة تقضي وقتا ممتعا؟؟ ألم تسمع عن الليالي الحمراء فهي عندنا وبعد تفكير بسيط وغواية الشيطان وافقتهم على ذلك،، وفي أحد الأيام ذهبت إليهم وكانت الاستراحة مكتظة عن بكرة أبيها نساء صغيرات في السن يرقصن ويتمايلن طرباً ورجال أفسدت أم الخبائث عقولهم ودخان الكيف يدور عليهم وفي حقيقة الأمر عالم ثان لم أعهده من قبل!! وعندما جلست مع أباليس الإنس داروا علينا بعدة أنواع من الشراب وفي البداية رفضت إلا بعد أن ألحوا علي أخذت إحدى الكؤوس المملوءة بشراب لم أعهد رائحته من قبل فهي كريهة نوعا ما فشربت وطلبت أكثر من مرة وشربت الكثير ولم أدر بنفسي إلى اليوم التالي مع شعوري بصداع قوي فهذه كانت البداية، بعدها صرت اذهب إلى هناك بصورة دائمة ولا أعود إلى البيت إلا وأنا طينة أترنح وأجد زوجتي المسكينة في انتظاري وعندما تسألني عما حلَّ بي أغضب وأضربها ولم أعد أصلي الفروض الخمسة بعد أن كنت لا أترك حتى صلاة الفجر وزاد الوضع سوءا على سوء، وزوجتي تلبس أجمل الثياب من أجلي فلم أعد أُعيرها أي اهتمام ولا حتى أولادي ولكن تلك الزوجة الملاك الصابرة عليّ وعلى تقصيري في أبسط حقوقها مع الأيام ملت وذات ليلة عندما رجعت لم أجدها في البيت وجن جنوني وبعد ذلك اتصلت بها فطلبت مني الطلاق أو أن أعود إلى سابق عهدي فجلست في البيت وحيداً فتذكرت تلك الأيام الماضيات وتلك السعادة التي كانت تحفنا وأصوات أولادي تملأ عليّ المنزل وتقطع هذا السكون وهذه الوحشة التي ملأت أركان البيت وأصبحت كالضرس الذي نخره السوس وصار لزاماً خلعه،، وذهبت إلى المحكمة وقدمت المبررات على طلب الخلع وتم لها ما أرادت ومن بعدها ها أنا أعض أصبعي ندماً عليها ويكاد يقتلني الندم على فراقها،،وهذه رسالة لكي يتعظ البعض ويبتعد عن أصدقاء السوء كذلك لمن يزجون ببعض الموظفين في كشوف التقاعد وخاصة المبكر منه ويجعلون منهم طاقات معطلة ربما نتيجة أمزجة مديرين لا يدركون الآثار السلبية لمثل هذه القرارات وخاصة غير المدروسة.