10 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف نرطب القلوب؟

01 فبراير 2011

وضعتنا الأوضاع العامة وبشكل عام في زاوية "القلق"، "القلق" الذي تفشى بين العقول السوية، والنفوس المسؤولة، تلك التي تدرك الواقع الذي تعيشه ونعيشه بكل ما يقع فيه، الواقع الذي فرض جملة من الأحداث منها ما كان متوقعاً، ومنها ما لم يكن، ولكنه وفي المقام الأخير قد كان؛ لنحصد على أثره الكثير من المخاوف التي لا يمكننا تجاهلها، فالحاصل أنها تأخذنا وستظل تأخذنا لسؤال يمزق القلب وهو: إلى متى؟ "نعم" إلى متى سيظل هذا الوضع الذي لا يُحتمل؟ إن مشاهدة أي مشهد تعرضه القنوات الفضائية لواقع عالمنا العربي خلال هذه الفترة تأخذنا وبكل عنف نحو تصديق كل ما سبق وأن ذكرته سلفاً، حتى أن القلق قد أصبح مطلوباً، والخوف قد صار مُتَطَلباً يكون منا كل يوم من أيامنا، دون جديد يميزه سوى حجمه الذي يكبر يوماً بعد يوم، وهو ما يرعبنا؛ لأنه وإن تجاوز الحد فلاشك بأنه سينتهي بنا حيث لا ندرك. حينها ما الذي يمكننا فعله حيال الوضع الذي سنصل إليه؟ لم يكن ذاك السؤال الذي طرحته هو الوحيد، فهناك الكثير مما سيجود به القلم، ولكني لن أخذ منه ذاك الكثير سواء ذاك السؤال الذي يخص ملف الزاوية الثالثة "التقاعد وحين تبدأ النهاية"، السؤال الذي سيكون ولكن من بعد هذه الكلمات: إن ردود الأفعال المتفاوتة حيال ملف "التقاعد وحين تبدأ النهاية" الذي طرحته، قد وقفت جميعها مع هذه الفئة المُتحدث عنها؛ لأنها تستحق هذا الاهتمام من بعد كل سنوات العطاء، وحصيلة الخبرات التي حُصِدت منها، ولكن يستوقفني ذاك الصوت الذي يستنكر الحديث عنها هذه "الفئة" بحكم أن الحديث قد طال عنها وعليها، وأنها قد أخذت كفايتها بما فيه الكفاية، وأن الدور قد حان لجيل جديد. "نعم" لربما يكون الحق مع تصديق هذه الكلمات وهي: "أن لكل حقه من هذه الحياة وفيها"، ولكن لا يمكننا إغفال هذه الفئة التي قدمت بالأمس ما كان لنا اليوم وبكل يسر رغم أنه لم يكن كذلك حينها، فهو الظلم وبكل ما يحمله الظلم من ظلم في جوفه، حين نطوي ذكرى تلك الفئة، ونضعها على رف النسيان، ونقول لها وبدم بارد: "بالتوفيق". تخيل بعد كل تلك الأعوام من العطاء، ويأتي من يحسب حسابات لا تُحسب ليفرضها عليها ويعاملها معاملة رقمية تخلو من المشاعر، فإن كان متى كان حينها كيف سيكون الوضع؟ ألن يتسم بالظلم؟ لاشك سيكون، وكيف لا؟ وذاك الصوت يطالب بتجميد الحديث عن الأمس، وعن عطائه الذي ساهم بنجاح يتباهى به العالم اليوم وكل يوم، ويبقى السؤال الذي يهمني طرحه لجمع ما تجود به قلوبكم؟ هل ستسركم تلك المعاملة الرقمية التي ستفرض عليكم التنحي جانباً أنتم وذكراكم إلى عالم النسيان حيث لا شيء سوى النسيان لكل ما كان منكم يوماً ما حين كان منكم ما كان؟ لكم حرية التعبير، ولكم حرية الإجابة. كيف نرطب قلوبنا؟ فلابد وأن ندرك بأن المشاعر التي بدأت تتقلص شيئاً فشيئاً هي مشكلتنا التي نعاني منها حقيقة، وهي تلك التي تتطلب منا البحث عن ذاك الذي يشحنها بين الفينة والفينة، فلا نفقد من بعدها كل ما نملك، فهي المشاعر ما تساعدنا على ترطيب القلوب، التي وإن غمرتها هموم الدنيا إلا أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، دون أن تطلقها لتفردها فتدعو بها الله وتسأله الخير، والرحمة لها ولكل مسلم على وجه الأرض ومن تحتها، اللهم آمين. وأخيراً فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]