14 سبتمبر 2025

تسجيل

البشر وصدمات عام !

31 ديسمبر 2020

•يعتاد البعض على شراء أجندة عام جديد لإعداد خطط وأهداف يريد تدوينها لتحقيقها خلال العام، والبعض يعتاد على جرد وترتيب أحداث عام مضى من عمره، عام مضى بكل ما يحمله من وجوه لابد أن تغادر الذاكرة، وتبتعد عن مساحة البصر والفكر، وأسماء وأرقام يجب اسقاطها من ذاكرة الهاتف والعقل، ومحاولة ممارسة فترة من النسيان وفقد الذاكرة على اسماء تربطنا بهم صلة رحم ولا نريد إعدام وجودهم من حياتنا. •عام ثقيل ومزعج ومخيف ومؤلم.. مؤلم لكشفه حقيقة بشاعة بعض النفوس التي كنا نظن بها خيراً، ومخيف ومربك لسرعة تساقط الأقنعة وتهشم وكسر زجاجها عمن كنا نظنهم سنداً، ومزعج ومربك لأزمات متتالية وتصدر جائحة كوفيد 19 الأزمات عالمياً، وثقيل بتسارع الأحداث والمنغصات التي قد يعجز بعض البشر من ثقل حملها لوحده أو إزاحتها عن حياته!. •رغم ما اعتاده العقل والروح على أشكال الصدمات.. إلا أننا مؤمنون بأن كل ما يقع ويكون مما لا نحبه ولا يرضينا ويبكينا ويؤلمنا.. هو خير من عند الله، قد لا نستطيع في بداية وقع الصدمة رؤية الصورة كاملة وواضحة وتفقد تفاصيلها وشخوصها، إلا أننا بتوكل على الله وبصبر وإرادة وإصرار وبوجود المخلصين نحاول ونتمكن من فحص ملامح هذه اللوحة، ومن تجاوز المنغصات والصدمات التي اربكت كل تفاصيل وخلايا اجسادنا. •قد يعتاد البعض على لحظة المفاجأة.. إلا أنني لا أحب المفاجآت بكل أنواعها التي تجعلني ولو للحظة في إحساس خوف لمجهول وانتظار نتيجة أو ترقب حدث، المفاجأة إن لم تأت في وقتها وانسيابها واستحقاقها كفرحة؛ لا ننتظرها أن تكون مفاجأة تتزايد معها دقات القلب وتسارعه، ويرتفع معها هرمون الخوف ! ولا نشعر بحلاوة الفرحة المختبئة تحت تغليف أو لحظة زمن من التشويق !. •بعض البشر قدرتهم على مواجهة الصدمات والأزمات ضعيفة ومربكة، يحتاجون يدا تمتد لتمنع سقوطهم وارتباكهم وكسر خواطرهم. وبعض البشر لاعتيادهم على اشكال الألم والصدمات والغدر؛ جعلتهم تجارب الحياة اكثر صلابة وقوة بتوقع الأسوأ وبقدرة على مواجهتها وتحملها وإن لم يتقبلوها، النفس البشرية متقلبة وضعيفة وهشة ما لم تعد لتتوجه لقبلة الله ومعيته؛ لتقويتها ورفعها وترقيتها بروحانية وإيمان يجعلها تتقبل كل الصدمات بصبر وسكينة وقدرة على تجاوزها.. بحصانة ومناعة يجعلها أقوى أمام أي اهتزاز وارباك وخوف وتغيير نفوس وأدبارها. •خلال عام وأعوام مقبلة بإذن الله، وخلال عام مجهول نستقبله بعد يوم.. اعتاد سكان العالم على استقباله باحتفالات وألعاب نارية وانواع الفرح والصراخ لعد الأرقام تنازليا لاستقبال ارقام عام جديد 1/1/2021، وطي صفحات عام 2020 بكل ما دون وكتب ورسم في أوراقه وصفحاته من تفاصيل وأحداث بمشاعر مختلفة تكون تاريخا ومرجعا للأجيال. •آخر جرة قلم: يوم وساعات من عمر عام، ونغلق غلافا كان مجهولا وأصبح مشوشا لرزنامة عام 2020 بكل ما حمله من تفاصيل وصور وأحداث ومفاجآت.. عام استثنائي بامتياز بكل ما حمله من صور وأحداث ورحيل... ليستعد العالم لاستقبال وشراء أجندة عام 2021، عام يستقبله العالم بحذر وغلاف شهور عام مجهول.. ومعه احترازات واحتفالات خاصة.. نسأل الله بمرور ودوران أيامه ولياليه ونهاره مع ولادة يوم بشروق شمس وغروبها وحركة قمر وتغيير فصول.. أن تعيش الإنسانية وتعيش نفوسنا سلاماً وراحة بال واستقبال لكل أنواع الفرح والخبر والخير وصدق الوجوه والأرواح.. الذي يجعل الروح كروح طفل يطير فرحاً وسعادة، ولا ننتظر مفاجآت تصدمنا.. ما كان في 2020 كافيا وصادما !! والحمد لله على كل حال وظرف في كل مكان وزمان.. ورغم كل الأحداث وكتاب عام.. إلا انني متفائلة لاستقبال عام جديد بكل ما نتمنى ونحب.. وكل عام وأنتم بأرواح وقلوب طيبة بخير وسعادة وحب. [email protected] @ salwaalmulla