10 سبتمبر 2025
تسجيلتشعر بتفاهة الدنيا وسطحيتها، وأنها لا تسوى عند الله جناح بعوضة، لا معنى لها عند مشاهد القتل والتدمير وسقوط الشهداء والقتلى من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال.. عندما نشاهد تدمير مبان أساسية وسكنية من مدارس ومستشفيات ومساجد والظلم الذي يقع على الشعب الفلسطيني منذ سنوات، ومن حرب مستمرة منذ شهور وما يرافقها من اغتيالات وأشكال الظلم الذي يقع أمام عدسات العالم ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.. وضمائر العالم الحية والميتة! تشعر بالقهر والوجع عندما يُغتال قادة لهم وزنهم ودورهم وأهميتهم لمن هم داخل فلسطين وداخل قطاع غزة.. قادة التفاوض والحكمة والدبلوماسية السياسية… اغتيال القائد إسماعيل هنية غدرا وجبنا؛ يترك وجعا وألما وقهرا.. فهو القائد والأب من فقد الأبناء والأحفاد ومن فقد شعبا وأقارب.. ليأتي يوم اللقاء بهم.. كما قيل ممن عرفوه عن قرب يشهد له بحسن تلقيه للنصيحة وجميل استيعابه للرأي المخالف، ليّنا خلوقا مقدّرا متواضعا، يقابل النصح بالود، ولا يفسد وده اختلاف في قضية، وهذه هي أخلاق الكبار وسمات العقلاء.. فنسأل الله له ولكل شهداء أمتنا القبول، ونضرع إليه بأن لا يجعل لكافر ولا لغادر على مؤمن سبيلا. دمعت العين على من رحلوا قبله.. القيادي الشهيد أحمد ياسين.. الشهيد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي.. وقيادات كثيرة.. قيادة في علمهم وقيادة في إصرارهم وقيادة في قيادتهم وصبرهم… وحزمهم وشجاعتهم وقوة يقينهم وإيمانهم بالله. وجع فلسطين وجرحها لن يبرأ.. ويظل النزيف.. ويظل الجرح مفتوحا، ويبقى العلاج والنصرة بالعودة إلى الله والعودة إلى عزة الإسلام وثوابته. عندما يلتفت العالم وتتجه الأنظار لافتتاح أولمبياد باريس وما كان من عار وقذارة فكر وتخطيط افتتاح لرسائل وأجندات عنصرية وأجندات تسعى لدمار العالم والفكر والنسل والدين.. أين هي الثقافة والحضارة أمام سخافاتهم وأمام الاستهزاء بثوابت دين وسخرية هابطة.. تنم عن عقلية حقودة وعقلية خبيثة تسعى لفرض أجنداتها في افتتاح أولمبياد تدرك توجه أنظار العالم لكل ذلك.. يمنعون السياسة وتداخلها في الرياضة.. ويسمحون لقضايا تدمر الأسرة والعقل لان يكون لها حاضرا.. أمام عار افتتاح الأولمبياد وأمام قضية فلسطين وأمام اغتيالات قيادات لها وزنها ودورها وأهميتها تشعر بأن قيم الإنسانية وقيم الأخلاق وقيم السياسة وقيم ومبادئ القوانين الدولية تتحرك وفق المصالح ووفق مصالح حماية العدو الأول للعرب والمسلمين وعقلاء العالم.. الصهاينة وأجنداتهم وتمريرها في التحكم في كل شيء.. في السياسة وفي الصحة وفي الرياضة وفي اختيار من يحكم العالم والدول! بين عالم وبشر وعقليات مدمرة بأفكار تخالف الفطرة، والإنسانية، عقول خبيثة وخطط يتم تمريرها لتستهزئ بمبادئ ديننا وتستهزئ برسلنا وأنبياء الله في افتتاح أولمبياد باريس وتدمر القيم الأخلاقية وفطرة الإنسان، وبين رجال يعيشون دفاعا عن ثوابت الدين، والدفاع عن أوطانهم وأراضيهم المسلوبة، يواجهون العالم وقوته بقوة يقينهم بالله وقوة إيمانهم.. يواجهون الظلم الذي تعيشه شعوبهم منذ سنوات وسنوات وتستمر آلية الحرب والقتل والتدمير شهورا أمام قادة العالم وأمام إرادة القانون الدولي الذي يحمي العدو!.. بشر يعيشون لآخرتهم أمام أعداد الشهداء من الأبناء والأحفاد والأصحاب.. وهم عند الله شهداء.. رحم الله القائد إسماعيل هنية من احتضنته قطر قائداً ومفاوضا وأخا وأكرمته في حياته، ها هي قطر والعالم يودعونه تحتضن أرض قطر جثمانه. آخر جرة قلم: أمام هذا الموقف والفقد الكبير نقول: إنه قد ربح البيع يا أبا العبد، وإنما أنت درة مضيئة في قلادة الشهداء، وعسى الله أن يخلفك في الأمة من يحمل أعباء القضية كما حملتها باقتدار، وذلك ليس بدعا من القول فالأمة ولادة وفلسطين ولادة وحماس ولادة، وكما رثت زوجة ابنه الشهيد في قولها: «خسرتك الأرض» وكسبتك السماء.. ((إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) (34) سورة لقمان. أحسن الله عزاء الأمة الإسلامية في أبي العبد وأعلى مقامه بين الشهداء ونسأل الله أن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا… وإنا لله وإنا إليه راجعون.