12 سبتمبر 2025

تسجيل

مقـال آخـر يوم في السنـة !

31 ديسمبر 2019

لم أجد أفضل من الكتابة في هذا الموضوع تعقيباً على زيارة وفد الفيفا الدولي المشرف على استعدادات قطر المستضيفة لمونديال 2022 للدوحة مزامنة مع كأس العالم للأندية الذي أقيم مؤخراً وتأكيده على لسان رئيسه إنفانتينو أن المونديال المرتقب والذي لن يخرج من قطر بإذن الله سيكون متفردا عن باقي كؤوس العالم الماضية، ولكن قبل ذلك لنعد بالذاكرة إلى تسع سنوات ماضية وتحديداً بعد أن تم الإعلان رسمياً عن فوز دولة قطر باستضافة كأس العالم 2022 !.. فعندما فزنا بتنظيم كأس العالم وعمت الأفراح أرجاء الوطن العربي والشرق الأوسط كنا نتوقع صراحة أن تكون هناك أحقاد خفية وظاهرة وأن تـُستل بعض الأقلام من غمدها ليقللوا من حجم هذا النجاح ويعطوا له أبعاداً وتفاسير تدخل ضمن (المخططات الاستعمارية لإسرائيل وأميركا بالمنطقة) بعد إعلان قطر الدولة المستضيفة لكأس العالم 2022 !.. وأنا حقيقة لست في محل هجوم على هذه الأقلام كما إنني لست في محل دفاع فهذه الأحبار ليست بذاك التأثير الذي يجعلني أهاجمها وأعطيها من الحجم الضعف كما أن قطر لاتحتاج دفاعاً فليست متهمة في شئ وهي معلمة حقوق لا إدعاء!.. ولكني أريد أن أوضح وجهة نظر شخصية حول الأقاويل التي زادت وتيرتها مع دخولنا حيز تنفيذ ما تضمنه ملفنا المونديالي، وما بدأنا فيه من افتتاح استادات مونديالية عظيمة في أن ما يقال لا يقلل من حجم الإنجاز الذي تحقق على يد فرسان قطر وهذا أمر لا جدال فيه الآن، أما عن الآثار المترتبة من وراء الاستضافة فهذا ما يسعى المخلصون من أبناء هذا البلد لدراستها وتقييم ما يمكن أن يكون وسط عشرات الآلاف الذين سيتوافدون على قطر لمتابعة مجريات كأس العالم وكنا ننتظر من الآخرين أن يقدموا مدحهم وليس قدحهم حول هذه الاستضافة الذي نعدها نصراً مادامت الولايات المتحدة الأميركية كانت المنافس لنا حتى آخر جولة من التصويت والذي كاد ينزع قلوبنا من مكانها قبل أن يعلنها العجوز بلاتر آنذاك وتعم الأفراح قطر، وأكد على إعلانها مؤخراً إنفانتينو أيضا حينما قطع الشك باليقين وقالها بثقة " لن يتغير مكان إقامة بطولة كأس العالم 2022 وستقام في قطر قاطعاً بذلك طريق المشككين الذين ( هشتقوا ) في تويتر بعدة كلمات تحاول التقليل من شرف الاستضافة حتى أنهم رسموا سيناريوهات متخيلة بأن البطولة يمكن مشاركتها مع دول خليجية مجاورة متناسين بأن قطر ولنا الفخر في ذلك قادرة بإذن الله أن تحقق ما تعجز عنه كبرى الدول ومنها أميركا التي حتى وإن استاء أوباما وقتها على ضياع فرصة بلاده من الاستضافة لكنه كان يعلم بأننا في قطر وبعد أقل من ثلاث سنين قادمة ستكون قطر أخرى على غير ما كان يراها حين كان رئيسا لأمريكا، لأن 2022 تجاوزت مرحلة الحلم إلى الحقيقة وهذا ما يجب أن يتنبه له الكارهون لنا.. فكأس العالم يعد شرفاً لأي دولة تقدم ترشيحها لاستضافته وليس من المعقول أن أميركا التي كانت تمني نفسها لإقامة كأس العالم 2022 على أراضيها قد استشاطت غضبا حينما ظهر اسم قطر متوسطاً البطاقة الفائزة بالتصويت. لا يا سادة فبغض النظر عن كل الشرور التي تحدق بنا فهذا شرف رياضي ونحن في قطر نعلم بأن احتفالية كبرى مثل هذه لربما تكون مرتعاً لكل ما هب ودب التي يمكن لأصحابها من النفوس الضعيفة أن تتجرأ وتزرعها على أرضنا فهذا هو الاستقراء الذي نملكه في قطر ونحن بإذن الله سنستطيع أن نبتر مجاري الفساد الذي يعتمد في قوته علينا من أن يمد جذوره في مناسبة كبيرة مثل كأس العالم الذي ينتظر عامه الـ 2022 ليحل بيننا. وعليه فإني أدعو مركز ضيوف قطر أن (يشد حيله) في تقنين خطته ورسم الخطوط العريضة لما يمكن أن يقدمه هذا المركز الذي يحتضن دعوته للإسلام في جنباته ويوسع من نشاطاته لعل وعسى يهدي به الله ما يشاء من عباده وتكون قطر منارة الإسلام والثقافة والمعرفة ولدحر بعض الأقلام المسمومة التي تحاول النيل من بلادنا وقلب الطاولة علينا وكأن فوزنا وبالٌ وليس آمالا نعتمد عليها لتسجيل حروف قطر من ذهب !.. اسمحوا لي فأنا على ثقة بهذا المجتمع في أن يثبت قدميه فوق أرض صلبة لاتهتز..أرض من القيم والأخلاق لا يمكن أن تزعزعها بطولة كأس العالم أو الجماهير التي ستزحف إليها.. هذا أملي وهذه ثقتي. فاصلة أخيرة: تفاءلوا.. فليس كل حداثة تغريباً وليس كل تغريب بدعة ! [email protected]