12 سبتمبر 2025

تسجيل

كبــــرتْ الفتــــــاة فلـتستتـــــــر

25 يوليو 2024

البنت وصلت سنا يتجاوز الـ 12 عاما وتسير وسط إخوتها الذكور الذين يصغرونها سنا بينما والدتهم تسير معهم ويبدو أنها هي الأخرى مهتمة كثيرة باللبس والمنظر العام لكنها حتما ليست مهتمة بالذوق العام الذي سمح لها أن تكون ابنتها على هذا المشهد الذي استسهلنا رؤيته منذ فترة من الزمن لكنه عاد أكثر بشاعة إن صح التعبير ونحن نرى فتيات يانعات وفي أول بلوغهن ولا زالت اللامبالاة تنتشر في أوساط الأمهات والآباء من ضرورة التزام الفتاة بما يفرضه عليها دينها الذي ولدت به ونشأت عليه وهو الالتزام والحجاب في زمن باتت الوحوش البشرية والنفوس المريضة لا تراعي حرمة الأموات فكيف بأحياء على شكل فتيات وأطفال لا يجب على الأب أو الأم أن يسمح لأي عين غريبة أن ترمق ابنتهما بنظرات خاطفة يمكن أن تتحول لغرائز وشهوة مقززة ولا يجب أن نستخف بهذه النظرة التي يجب أن تتوقف حتى قبل أن يفكر صاحبها بالتمادي فيها ولو لمليمتر واحد للأمام وقد حذرنا مرارا من هذه الظواهر التي تفشت في مجتمعاتنا الخليجية والعربية على وجه الخصوص على أن الحمية والغيرة لا يجب أن توصف بالذكورية أو أن تُحصر في الرجال الغيورين على عرضهم ونسائهم وحرماتهم بل إن الأمهات يجب أن يكن أول من تستفيض به تلك الحمية من أن يرمق أي شخص بناتهن بما لا يليق حتى وإن كانت نظرة عابرة متعجبة من حال هؤلاء الفتيات اللاتي يجب أن يتأسسن على أن الاحتشام دين وفرض وسترة للبنت خوفا عليها وحماية لها وليس سننا (طالبانية) بالإشارة إلى حركة طالبان الأفغانية التي وصفها العالم بأنها أعادت نساء أفغانستان إلى أحقاب التخلف والجهل والانغلاقات والكبت فنحن لا نعيش في أفغانستان ولا تحكمنا شريعة أفراد يتحفظ عليها الكثيرون بل نحن مسلمون نعرف جيدا بأن ديننا قد فرض على الفتيات الستر والحشمة وأن كل راع مسؤول عن رعيته فكيف للأب أن يسمح بأن تكون ابنته التي تبدأ سنوات مراهقتها ولبسها ضيق يحدد ملامح جسدها الذي يطل على عالم الأنوثة بنعومة وعجلة أو يشف أو يقصر بصورة لا تستر مما يجب أن يكون مستورا ؟! كيف لأم أن ترضى أن تركب هذه الفتاة الصغيرة والبريئة وهي على هذه الشاكلة من اللبس غير الجائز والمكشوف بجانب (دريول) ونرى ذلك للأسف من أمام المجمعات التجارية ومراكز التسوق فيرمقها هذا بنظرات قد لا تنتبه لها الأم أو تغض الصغيرة عنها ولا تفهمها وتكون مطمعا لأكثر من هذا لا سمح الله ؟! ثم لم يجب أن يكبر الإخوان الذكور لمثل هؤلاء الفتيات على مشاهد شقيقاتهم وهن يلبسن مثل هذه الملابس فلا تتقد فيهم مشاعر الأخ الغيور على أخته أو الحامي لها ؟! فمجتمعاتنا أبعد من أن تكون مجتمعات (ديوثة) لا سمح الله وحاشا لله أن نكون من هذه الفئة التي غرقت فيها مجتمعات الغرب التي يغلبها المجون واللا دين لكن الأمور تزيد والظاهرة تنتشر ولا يوجد ما يمكننا اتباعه إلا بالتنويه من مغبة هذا الانتشار الذي يسيء لديننا وعقيدتنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وفقد القيمة الدينية في النشأة والتربية التي يجب أن تترسخ في كل بيت مسلم يقوم على ثوابت الدين وقيم العادات والتقاليد ومفهوم إن الستر لا يعني انغلاقا يُعسر من دور المرأة في المجتمع بل هو حفاظ على قيمة هذه الفتاة في صغرها وحتى كبرها وإنها ستكون قادرة على توريثها لبناتها مستقبلا إذا ما نشأت على هذا المفهوم المستنير الذي يجب أن يستشفه الآباء والأمهات من هذا الباب وليس من باب الرجعية والعودة إلى كهوف الجهل والتخلف، لذا أتمنى أن يتسلل ما تضمنه هذا المقال إلى مسؤولية كل راع قد استأمنه الله على رعية أحق بأن تُحفظ نقية وتكبر على دين لا تشوبه شائبة.