16 سبتمبر 2025
تسجيلوتجاوزت سنة 2024 النصف الأول منها.. هل تصدقون هذا؟! وستقارب هذه السنة على الرحيل بعد شهور وما زال فيها من يأبى أن يرحل عنا.. ستمضي هذه السنة وفيها من آلامنا العربية ما سينتقل من حضنها إلى حضن 2025 بنفس الوجع وبنفس الآهات والألم! في استطلاع لقناة العربية التي أقف كثيرا ضد سياستها في تناول قضايانا العربية استفاضت مذيعتها في نشرة إخبارية مساء يوم السبت الماضي وهي تستعرض أكثر الصور تناولاً في مسيرة الأزمة السورية لتحتل صور اللاجئين السوريين كأكثر المشاهد تداولاً بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ونسيت وهي تسرد الخبر أن ترفق معه بعض ملامح التأثر بما عرضته وبدت وكأنها تقدم مقطعاً كوميدياً وليس مقاطع من حياة انتهت بأصحابها على ضفاف شواطئ أوروبا إما غرقى أو بنصف حياة سرق الموت أحبتهم في بطون البحار والمحيطات التي حملتهم لعالم مجهول استقبل بعضهم بالترحيب وآخرون بالترهيب وبدوا كأنهم هاربون من الموت لموت آخر لا يقل عنه وحشية وألما.. فأخبروني أي سنة مؤلمة أخرى تلك التي سيودعها العالم بعد شهور بصيحاتهم المجنونة والعد التنازلي الذي سيؤذن بانتحار الثواني الأخيرة فيها واستقبال الجديدة منها وهذه السنة شابهت السنين الماضية قسوة ووجعاً وإرهاباً ضد الشعب السوري الذي يواجه اليوم أكثر من عدو وأكثر من متآمر عليه من عرب وروس وأمريكان ناهيكم عن بشار الأسد وعصابته ومجتمع دولي يفتقر لإنسانية في تعامله مع ثورة غدت إرهاباً على شعب أعزل يحمل أطفاله في أكفان وباتت حدائق الأطفال قبوراً صغيرة رطبة تنبشها صواريخ النظام ومن يدعمه معاً.. لذا لا تسأموا إن واصلنا الحديث عن سوريا ومأساة سوريا فأنا شخصياً أود ألا تموت هذه القضية في داخلي كما اعتدنا على موت وحياة قضية فلسطين دائماً وغزة تحديدا.. فالأعوام تأتي وترحل ووحدها سوريا تترحل إلى كل سنة جديدة في خطى ثابتة لتكون فلسطين أخرى مصيرها الضياع والشتات والنسيان بطبيعة الحال. ولا تملوا إن شكونا سوريا كما تشتكي لنا وجعها وخيانتنا لها فإن طوتها الدنيا وطوتنا معها فإن للآخرة حساباً لا يمكن أن يغفر لنا تهاوننا المخزي الذي يحدث اليوم أمام دماء آلاف من أطفال وشباب ونساء سوريا يُقتلون تحت ذريعة استهداف داعش التي أدعو الله أن يهلكها ويدمرها ويحيلها تراباً تذروه الرياح دون رجعة بإذن الله وفي هذا الحساب فكروا كيف سيكون الموقف وكيف سيكون السؤال وماذا ستحمل إجاباتنا العقيمة من كل شيء سوى أننا شاركنا كل أعداء سوريا قتلها ونهبها وسفك دمائها وإحالة ثورتها إلى انتقام منها؟!.. فإن سكوتنا عن مأساتها هو تواطؤ من حيث لا ندري ونشارك دون أن نشعر في مد هذه الأزمة التي تخلق لنا فلسطين أخرى وقد تمتد هي الأخرى لأكثر من قرن إن ظل النظام قائما والعالم يختزل الهدوء بهدوء العاصمة دمشق ولا يهم باقي المدن والمحافظات الغارقة في وهن وموت وغارات وهجمات وحصار وتهجير وشتات. وسكوتنا العربي عما يجري يضاهيه سكوت أشد وطأة اليوم على غزة التي تقارب العام ولا تزال كما بدأت منذ أكثر من عشرة شهور مضت فإن تغير شيء في غزة وفلسطين عموما ليتغير شيء اليوم في سوريا؟! لا والله، ففكروا فإن الله إنما يمهلنا دون أن يهمل والآخرة تزدحم بخصومنا!