14 سبتمبر 2025
تسجيلكما أن لجسم الانسان حياة فانية، فان للروح وحدها حياة كذلك، وهي الاصل وجوهر الاحياء والحياة، لكننا لم نؤت علما کاملا عن الروح، فعالم الملکوت أوسع بكثير من عالم المادة، لذا نری المؤمن لا يخاف من الموت، بل هو بمثابة الحياة في هذه الدنيا مقارنة بالحياة في بطن الأم، فحياة البرزخ و الآخرة أوسع بكثير من هذين العالمين، لكن تأكيد هذا القول علميا يحتاج الی وقت طويل ودراسة معمقة، مع ان هنالك بعض الحقائق لا يکتشفها العلم، لکون العلم مقتصرا علی الماديات. ولأجوبة تلك الاسئلة علينا أن نرجع الی مسبب الاسباب وخالق الملك والملکوت، لنتعلم بعض الاسرار عن حياتنا ونکون علی بينة من مستقبلنا. يحدد لنا ربنا أحسن وأجمل تعريف عن هذه الحياة بأنها ابتلاء وامتحان، وبناء عليه سيكون الهلاك مصير الجميع اما سعيدا أو شقيا، ويبقی وجه ربك ذو الجلال والاکرام. هكذا يكون المؤمن علی بصيرة من أمره، لأنه يستمع الی أقوال نبيه المصطفی والذي يصفه ربنا عزوجل بأنه لا ينطق عن الهوی ان هو الا وحي يوحی. بل ان هنالك أحاديث تدل دلالة واضحة علی صدق نبوءته کالاخبار عن حوادث ستحدث مستقبلا أو أماکن لم يرها نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم في حياته ولم يسمع بها آنذاك لكنه تحدث عنه وأخبرنا ماذا سيحدث في تلك الاماکن مستقبلا، ومن ضمنها ذکر اسم مناطق في الشام أو الدولة الحالية ما تعرف بسوريا الان. والمؤمن لا يفرح بحدوث المعارك والاقتتال، لکن الشرور والأطماع للانسان تؤدي الی حدوث ما لا يحمد عقباه، غير آبهين بنتائج شرورهم، وهذا ما أدی عمليا الی تعقيد الاوضاع في الشام من السيئ الی الأسوأ، فيکفينا أن نشير الی بعض الاحاديث التي تتحدث عن وقائع وأماکن في سوريا ونستطيع ان نقرأ علی ضوئها وقائع وحقائق سياسية وعسكرية ستحدث علی نطاق واسع مستقبلا. وفي کل الاحوال يعيش المؤمن متفائلا في الحياة ويعمل بجد لدنياه وهو الأحق بعمارتها - كأنه لا يموت أبدا وفي نفس الوقت يعمل ويجتهد لآخرته كأنه يموت غدا، هذه هي الوسطية في الفهم والعمل، وهكذا سيکون شعاره: (من أدركه الموت وفي يده فسيلة فليزرعها).. نذکر هنا علی سبيل المثال اسماء بعض الاماکن الواردة للشام في الأحاديث الشريفة: ◄ منطقة الغوطة ودمشق: “ إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق، من خير مدائن الشام” (أخرجه أحمد [21725]، وأبو داود [4298]، وصحّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب [3097[. ◄ المنارة البيضاء، دمشق: وفي حديث مسلم عن النواس بن سمعان: «إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق» 3- قرية أو هضاب الاعماق/ دابق: روى مسلم في صحيحه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق» ◄ مدينة حرستا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ أَرْطَاةَ، عَنْ تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: «إِذَا خُسِفَ بِقَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا حَرَسْتَا...» (تفرد به نعيم بن حماد في كتابه الفتن من كعب بن ماتع المشهور بكعب الأحبار). ◄ اسم الشام: روي عن النبي (صلی الله عليه وسلم) أنه قال: «وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام» (أخرجه أحمد [21733]، وصحّحه الأرناؤوط.