10 سبتمبر 2025

تسجيل

كشف وتوظيف المواهب

26 يوليو 2024

متابعة لمقال الأستاذ جاسم إبراهيم فخرو المنشور في جريدة الشرق عدد يوم الجمعة المصادف 19/7/2024 بعنوان (رسالة مقيم) عن مقيم قطري أرسل رسالة صوتية وجاء فيها (فكنت مهندسا ورياضيا وإماما وكل ذلك بفضل دولة قطر... وبعد تخرجي لم أجد الوظيفة المناسبة... فاضطررت للسفر إلی أمريکا... أصبحت مدربا معتمدا وتم تعييني في أكبر شركات الطاقة في العالم... وفي الأخير ينتابه سؤال: نحن نخدم من ونرفع اسم من؟). عندما قرأت هذا المقال تأثرت وتألمت كثيرا ويعتبر مثالا من آلاف الأمثلة للمواهب في الدول العربية والإسلامية حيث ينتهي بهم المطاف في دول غربية، حيث سيوفر لهم الفرص المناسبة للبروز وتقديم عطاءاتهم المتنوعة. في عصرنا التكنولوجي المعاصر تعتبر المواهب عنصرا مهما تلتفت إليها المجتمعات نظرا لدورها في النماء والازدهار في مختلف المجالات سواء كانت مواهب فطرية أم مكتسبة، وعلينا الأخذ في الاعتبار بأن بناء الدول بل الحضارة تعتمد علی الإنسان والجهد البشري في الأول والأخير. ويعد فن الإدارة الناجحة سمة إبداعية مميزة يجمع المهارات وخبرات الأفراد في القيادة وتطوير دفة كافة الأمور للوصول إلی الأهداف والغايات المنشودة، ولتحقيق هذا التطور يتم تفضيل المصلحة العامة علی المصلحة الشخصية بكل حذافيرها. نحن أولی بالحكمة والريادة حيث وصفنا الله عز وجل بخير أمة (كنتم خير أمة أخرجت للناس) والصفات التي ذكرها رسول الله (صلی الله عليه وسلم) عن الروم (أو المجتمع الغربي الآن بشكل عام) انصاف وكلها صفات إيجابية تقوم عليها ركائز المجتمعات الإيجابية نحن أحوج إليها سواء علی مستوی الأفراد أو المجموعات. عن المستورد بن شداد عن رسول الله (حديث تقوم الساعة والروم أكثر الناس): إنهم لأحلم الناس عند الفتنة، وأسرعهم إفاقة بعد المصيبة، وأوشكهم كرة بعد الفرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة. وأمنعهم من ظلم الملوك. صحيح مسلم 2898. وفي الختام أود الإشارة إلی ما سيشعر به‌ المغترب المسلم في المجتمعات الغربية كما جاء في (رسالة مقيم): نحن نخدم من ونرفع اسم من؟ ونحن في صراع الهوية والحضارة. فلم لا نكتشف المواهب والمهارات ونعطيهم المكانة المناسبة والصحيحة قبل أن تفوتنا وتذهب الجهود وسهر الليالي في مهب الريح، يكتشفها ويستفيد منها الآخرون بدلا منا ونحن أحق بقطف الثمار التي أنبتنا بذرتها كي يستفيد المجتمع من هذه الطاقات الحية، للإجابة عن هذا التساؤل علينا وعلی المخلصين أن نسأل أنفسنا: هل حقا نحن نجيد فن استكشاف المواهب وتوظيفها؟