10 ديسمبر 2025
تسجيليُصدر الأمر في أبوظبي فيُنفذ في الرياض ! هذا ببساطة ما باتت عليه سياسة ( القمع الدينية ) في السعودية بعد أن تم أولاً إلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم إنشاء هيئة الترفيه والمسارعة بعدها بتكميم أفواه المعارضين وخصوصاً من الشيوخ والدعاة الذين رفضوا هذا التغيير الذي طرأ على البلاد أو ألمحوا لذلك حتى، فبعد اعتقال ثلة من كبار الدعاة والمثقفين وعلى رأسهم الشيخ سلمان العودة والشيخ عوض القرني ومطالبة النيابة العامة بقتلهما تعزيراً بعد اتهامهما بما يزيد على ثلاثين تهمة تستوجب القتل بحسب نظرة مكتب النائب العام السعودي الذي يبدو أنه يسير على خطى التغيير الكبير الذي جاءت به هيئة الترفيه والتي تستبق رؤية 2030 التي روج لها محمد بن سلمان قبل أن يغرق البلاد في تغييرات يصفها كثيرون بأنها انحلال لا يليق باسم بلاد الحرمين الشريفين، وكلنا رأينا الإجراء الأخير الذي لحق بحساب الشيخ محمد العريفي في موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) والذي يتابعه ما يزيد على ثلاثين مليون متابع، حيث اُعلن عن توقف الحساب فجأة ودون سابق إنذار بعد منع العريفي من الخطابة والتدريس وأنباء شبه مؤكدة عن اعتقال نجله والتهمة باتت معروفة وهي مناصرة جماعة الإخوان وهي التهمة التي تلحق بمعظم المعتقلين من الشيوخ والدعاة، ورغم أن الشيخ محمد العريفي قد تحول 180 درجة منذ تفجر الأزمة ضد قطر وفرض حصار جائر عليها، وأصبح بوقاً من أبواق بن سلمان مثله مثل سلمان أبي الخيل وعبدالرحمن السديس وعائض القرني وجمع منهم بخلاف من ثبتوا على مواقف الحق وزج بهم محمد بن سلمان إلى السجون المظلمة فهل انتهت (مهمة) العريفي أم أن الأمر قد جاء من أبوظبي لاعتقال كل من بارك ثورة سوريا ودعا لإسقاط بشار الأسد من سدة الحكم ؟!، ولم أتت هذه الخطوة تزامناً مع عودة العلاقات الدبلوماسية الإماراتية السورية والتي ظلت منذ تفجر الأوضاع هناك مقطوعة بحسب قرار جماعي لدول مجلس التعاون الخليجي اتخذته قيادات هذه الدول آنذاك مع سقوط آلاف القتلى الذين ذهبوا ضحية النظام السوري المجرم الذي لا يزال يحصد من الأرواح ويهجر من الملايين من شعبه ما لا يمكن أن يصدقه عقل ؟!، فهل كان دور العريفي الذي تحول بعد ( قرصة إذن ) يبدو أنها كانت موجعة جعلته يعود لأحضان البلاط السلماني مجرد مرحلة انتهت مع بدء مراحل جديدة ستكون الرياض مقبلة عليها ولربما تبعت أبوظبي والمنامة وعاد العلم السعودي يرفرف فوق سفارتها في دمشق ؟!. شخصياً رأيت أن التغييرات الوزارية التي طرأت في السعودية بأمر ملكي لم ينتظر كعادته انتصاف الليل ليصدر أنها مرحلة مؤهلة لسياسة سعودية جديدة لا سيما وأن عادل الجبير والذي كان قد صرح سابقاً بأن مستقبل سوريا لا يمكن أن يتشكل بالصورة الصحيحة إذا ظل بشار الأسد رئيساً عليها وأصر حينها على أنه يجب الإطاحة به وإزالته من الصورة الشاملة لسوريا الجديدة التي يحلم بها السوريون والذين دعاهم هذا النظام للرحيل والتعرض لآلام اللجوء والتشرد كما نرى الآن لملايين السوريين في شمال بلادهم وعلى حدودها المشتركة مع الأردن وتركيا ولبنان أو لأوضاعهم القاسية داخل مخيمات هذه الدول وإن كانت تركيا استقبلتهم بشكل أفضل وأكبر ومع هذا فالسعودية اليوم قد تفاجئنا في كل لحظة بإجراءات وخطوات على الصعيد الداخلي أو الخارجي فهي ليست سعودية أمس التي كان الجميع يتنبأ بقراراتها ويجد في هذه القرارات سيادة سعودية خالصة فهي اليوم وكما تكشف للعالم بأنها باتت تابعة أمينة لإمارة أبوظبي بقيادة ولي عهدها محمد بن زايد الذي تنبأ سفير بلاده في واشنطن يوسف العتيبة بعلمانية السعودية وها هي ذا دعوته تتحقق ليغيب صوت ومشهد الدين ويغلب صوت الغناء والاختلاط بصورة مخزية ما كانت تليق ببلاد الحرمين الشريفين وعليه فإن كل بوق من أبواق الشيوخ الذين تحولوا ومالوا مع موجة التغيير في المملكة لم ينجوا من تضييق ابن سلمان لهم الذي لم يعترف بصداقتهم المتلونة وقد رأينا الثابت منهم وهو ممنوع من الخطابة وحلقات الدروس والذكر بل والتأليف والسفر، لذا لا صوت يغلب على صوت أبو ظبي إن أمر فإن الإجابة من الرياض تكون: تم !. فاصلة أخيرة: مرحبا بكم في رؤية 2030 التي تلبس نظارة سوداء وتقود الشعب !. [email protected]