27 أكتوبر 2025
تسجيلطالما أن مركز الدوحة لحرية الإعلام انطلق تأسيسه من الدوحة منذ عام 2008، فمن البَدَهِيِّ أن تكون أهم أهداف عمله منصبة في إيجاد أرضية من أجل حرية وجودة الصحافة في قطر، وله في جانب آخر اهتمام بالشأن الصحفي في الخارج، وكما هو معلوم فإن ديباجة تأسيسه تتضمن التركيز على حرية الصحافة والإعلام المتميز، باعتبارهما عنصرين حيويين لتمكين المواطنين من المشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية. غدا /الجمعة/ نودع عام 2015 الذي حفل بالكثير من الأحداث المتصل جزء كبير منها بالشأن الصحفي والإعلامي، التي هي بلا شك لصيقة الصلة بأهداف مركز الدوحة لحرية الإعلام، إلا أن المتابع لنشاطاته في هذه الفترة استبعاده المستغرب عن الحقل المعني به، هذا إذا أخذنا في الاعتبار أن من اختصاص المركز المساعدة المباشرة للصحفيين والمؤسسات الإعلامية الذين يتعرضون للمضايقات والاحتجاز وسوء المعاملة نتيجة نشاطهم المهني. وبما أن المركز يسعى ضمن أهدافه إلى رفع الوعي بشأن خطورة عمل الصحفيين والمدونين الذين يعملون في مناطق الصراعات والحروب من خلال أنشطة تعليمية وفنية، فأين هو اليوم من الأحداث التي شهدها عامنا المودع؟ وأين هو من تسجيل الانتهاكات ضد الصحفيين في العالم، وبالأخص في وطننا العربي الكبير الذي كنا ننتظر منه أن يقوم بإعداد بيانات دقيقة ينشرها للرأي العام من منطلق أهدافه في نشر الوعي المتمثل في الحرص على حماية الصحفيين والدفاع عن حرية الإعلام. عدد من المنظمات والمؤسسات التي تعمل في نطاق حرية الإعلام قامت بجهد مقدر في تبيان الخطورة التي يتعرض لها الصحفيون والإعلاميون في مواقع تغطياتهم للأحداث، فلم تغفل مثلا منظمة "صحفيون بلا حدود" ولجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقراً لها من نشر تقاريرها قبل استقبال العام الجديد 2016م غدا، وفي هذا خلصت تلك الجهات إلى التحذير من أن وضع الصحفيين المقلق مرده إلى عنف متعمد ضد الصحفيين، ويشهد على فشل المبادرات المتخذة من أجل حمايته. الحصيلة السنوية التي نشرت على شكل تقارير قبيل انقضاء العام الجاري الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة اليوم، جاءت مخزية في حق الصحفيين الذي غض مركزنا الموقر الطرف عنها وكأنها لا تعنيه، فقد حصد هذا العام مقتل ما لا يقل عن 67 صحفياً، لقوا مصرعهم أثناء القيام بنشاطهم المهني أو بسبب عملهم الصحفي، وتُعزى هذه الوضعية المؤلمة إلى تنامي ظاهرة العنف المتعمد ضد الصحفيين، كما تعكس مدى فشل المبادرات لحماية الإعلاميين من جهة ثانية.وفي هذه العجالة نريد أن نذكر مركزنا الموقر بأن هناك جهات نذرت نفسها بجدية تامة فحملت المسؤولية على عاتقها للدفاع عن الصحفيين والإعلاميين، فمثل السيد كريستوف ديلوار الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" طالب في ختام تقرير منظمته بوضع آلية ملموسة لتطبيق القانون الدولي على أرض الواقع فيما يتعلق بمسألة حماية الصحفيين، ونبه إلى أن كثيرا من الدول لا تفي بالتزاماتها التي يجب أن يُقابله رد فعل دولي يرقى إلى مستوى هذا الوضع الطارئ. نأمل أن يكون العام القادم خاليا من العنف والاغتيالات ضد الذين حملوا رسالات نبيلة تقوم على نشر السلم والسلام ونبذ كل ما يتعرض له الصحفيون في مواقع عملهم النبيل. وسلامتكم