30 أكتوبر 2025
تسجيلتقع قطرنا الحبيبة في أكثر المناطق الجيوسياسية حساسية على مستوى العالم بأسره. ففي شرقها وغربها أعظم الحضارات الإنسانية الضاربة في عمق التاريخ البشري، وفي أرضنا العربية الخالصة انطلقت الرسالة المحمدية لتهدي بني آدم جميعاً إلى الصراط المستقيم. ووصلت رسالة الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها بفضل صفاء عقيدتها ونقاء فطرتها وسلامة أركانها. وعلى مر العصور كانت دولة قطر في قلب الحدث والصراع كما هي شبكة الجزيرة الإخبارية العالمية الآن، فمن نضال إبان الحكم العثماني إلى كفاح لتأسيس دولتنا الحديثة وصولاً إلى ما نحن عليه الآن من حضارة ورقي وتقدم يشهد له العالم بأسره. ومع تغير موازين القوى في منطقتنا سياسياً وعسكرياً وتنوع الأيديولوجيات فيها في الوقت الراهن، رسخّت قطر قدَمها وأهدت الوطن العربي قيادة حكيمة ورشيدة قادرة على لم شمل العرب وتوحيد كلمتهم والدفاع عن الأمة العربية والإسلامية على الصعيد العالمي، حتى باتت الدوحة المدافع الأول عن أولى القبلتين وثالث الحرمين.. قضية الأمة كلها. إن قيادتنا الرشيدة حققت ما لم يستطع أن يصل إليه الآخرون. فعلى الصعيد الوطني أحدثت القيادة الحكيمة طفرة نوعية هائلة في قطاعات الطاقة والصحة والتعليم والرياضة، وأصبحت الدوحة قبلة كل من يرغب في الاحترافية والتقدم، أياً كان تخصصه أو مجاله العلمي والعملي. واتجهت قيادتنا الراشدة لتنشر السلام في أرجاء المعمورة، وبدأت بالأشقاء العرب والمسلمين في فلسطين ولبنان وسوريا من أجل توحيد الصف والكلمة وتحقيق أماني وطموحات الشعوب العربية، ولم تغفل قطر حساسية موقعها الاستراتيجي في قلب الخليج العربي والملفات الإقليمية الساخنة، بل حافظت على ثرواتها ببراعة عقول أبنائها، وحافظت على حياديتها وموضوعيتها مع الجميع، وخلقت حالة سياسية فريدة وجديدة لم يسبق لها مثيل، حالة أساسها الحرية وأركانها العِلم والتحضر وعمادها الدين الإسلامي.. وعلى الدرب تسير قطرنا غير ملتفتة إلى الحاقدين والحاسدين، والغريب أنها لم ترد على الإساءة بإساءة بل صفحت صفحاً جميلاً، وفتحت قلبها للجميع، لأنها تعلم أنه مهما كثرت التحديات، ومهما زادت العقبات فإن الإيمان بالرسالة، والإخلاص، والصدق مع رب العالمين، هي الأساس والسبيل لبلوغ القمة.