11 سبتمبر 2025
تسجيلهناك الكثير من العادات والتصرفات اليومية التى نمارسها ونقوم بتكرارها دون ان نلتفت الى انها اصبحت قديمة ولم تعد تتناسب مع العصر الذى نعيشه واذا كانت المجتمعات فى العالم تتطور وتسير بسرعة كبيرة فان مجتمعنا القطرى تحديدا يسير بسرعة اعلى نظرا للامكانيات التى تتوافر لدولتنا الفتية التى تسابق الزمن فى شتى المجالات هذا الى جانب ان جميع التقنيات الحديثة يسهل الحصول عليها من الغالبية العظمى سواء من مواطنين او مقيمين وبنسب تفوق غالبية دول العالم وعلى اقل تقدير تأتى فى مصاف الدول الاعلى استخداما للتقنيات الحديثة التى اصبحت متوافرة ويسهل الحصول عليها من الجميع وهو ما يجعل من بعض العادات اوالاساليب القديمة غير متناسبة مع هذا التطور الهائل والمتسارع ومن هذه العادات الخجل والتردد من الظهور والتعبير عن الرأى بشكل صريح وامام الجمهور وكأن هناك مشكلة فى ذلك مع العلم ان حق التعبير مكفول للجميع طالما انه بعيد عن التعدى على حقوق الآخرين ومن الامور الغريبة التى لانزال نعايشها ان بعض المواطنين يريدون فى كثير من الاحيان ايصال اصواتهم ومطالباتهم للمسؤولين عبر وسائل الاعلام المحلية المختلفة ومع ذلك لا يريدون الافصاح عن اسمائهم والحقيقة ان ذلك يرجع الى ان هؤلاء لا يريدون ان يعرفهم المجتمع وليس خوفا من اى شئ آخر.وفى حوار مع احد المتصلين الذى اتصل على جوالى الشخصى ليقدم شكوى على جهة حكومية طلبت منه ان يعرفنى بنفسه قبل الدخول فى تفاصيل الشكوى حتى اعرف من يتحدث معى فكان تعريفه بنفسه قائلا (معاك ابن ابو عبدالله) وقبل ان ينهى تعريفه بنفسه لم اتمالك نفسى من الضحك فقلت له هذا التعريف لم يقدم اى معلومة يمكن الاعتماد عليها فمن تكون يا ابن ابو عبدالله فرد بدوره قائلا: المهم اسم للتعريف ثم استمعت الى شكواه فكانت شكواه منطقية وسليمة وليس فيها اى خطأ وبعد محاولة اقناعى له بذكر اسمه فى الشكوى التى يحق له ولغيره طرحها ومناقشتها الا انه استمر فى رفض الافصاح عن نفسه وهذا ليس تصرفا فرديا منعزلا بل نسمع عبر برامج اذاعية معروفة الكثير من المواطنين يطرحون قضاياهم المهمة تحت اسماء مستعارة ولذلك فان هذا الاسلوب على الاقل لدى متلقى الشكوى المتمثل بوسائل الاعلام المختلفة تجد صعوبة فى تصديق ما يتم طرحه عبر اسماء مستعارة حتى يتم التأكد من مصداقية تلك الشكاوى وباستخدام الاسماء المستعارة يضيع اصحابها على انفسهم الكثير من الفرص والتفاعل من الجهات الرسمية والشعبية لذلك نرى ان المصرحين باسمائهم الذين يخرجون بكل ثقة عبر وسائل الاعلام يجدون التفاعل السريع مع ما يطرحونه.ولذلك فانا اطلب من كل مواطن لديه شكوى او مقترح وطالما انه واثق انه لايسيئ لاحد ان يطرحه ويجاهر به عبر اى وسيلة يراها مناسبة وباسمه الكامل لان هذا مانريده بحيث يعبرالجميع عما يريدونه وبكل صراحة ووضوح والا يختبئوا خلف اسماء مستعارة فهذا اسلوب قديم لم يعد مناسبا مع عصرنا الحاضر ونحن نعيش فى دولة تكرم ابناءها وتأخذ بعين الاعتبار اى شكوى يطرحها اى مواطن ويتم التعامل معها بشكل فورى وسريع ولا يمكن ان تغفل شكوى مواطن او مواطنة مهما كانت وهناك متابعة من قبل الجهات المسؤولة وعلى اعلى المستويات لجميع ما يطرحه المواطنون وتتم متابعة كل شكوى على حدة حتى يتم التوصل الى حل لها من الجهات المعنية بحل تلك المشاكل والشكاوى التى يطرحها المواطنون وهذا يجب ان يكون دافعا لكل مواطن او مواطنة ان يطرح مشكلته بكامل التفاصيل وتجنب ما يمكن تسميته ثقافة ابن ابو عبدالله التى هى لغز بحد ذاتها وتحتاج الى وقت لحلها وتفسيرها.