13 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر تفكر بصوت مرتفع

10 مارس 2014

خلال الايام القليلة الماضية تصدرت قضية سحب سفراء دول المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين غالبية وسائل الاعلام العربية وحتى الاجنبية، هذا عدا وسائل التواصل الاجتماعي التي تداولت الموضوع بشكل لا مثيل له، فقد انهالت آلاف التغريدات والرسائل والتعليقات على الموضوع.وقبل التحدث عن الموضوع، لا بد من التأكيد أن هذه الدول هي دول شقيقة لقطر، وشعوبها إخوة لنا ونحن وهم إخوة لا يمكن لأي مشكلة أن تغير من ذلك الواقع شيئا فمهما حصل بيننا فإن أي خلاف هو بمثابة ملح العلاقة، فأي بيت لا يمكن أن يتفق فيه الإخوة وهم ثلاثة أو أربعة ومع ذلك يكون الخلاف بينهم متواصلا ولكنه لا يصل إلى العداوة، بل إن الخلاف هو دليل الحب والاحترام والحرص، وبغض النظر عن خفايا الخطوة التي أقدم عليها الاخوة في الدول المذكورة، فإن قطر على ثقة أن الحق أحق أن يتبع، وسيأتي اليوم الذي يعرف فيه الأشقاء أن قطر أحرص مما كانوا يتوقعون على أمن وسلامة واستقرار دول الخليج، إلا أن الازمة بينت أن قطر تفكر بصوت مرتفع وتريد لكل شيء أن يكون أمام الملأ وتريد للشعب العربي كله أن يعلم ما تفكر به الدول، فالقيادة القطرية حريصة كل الحرص على تفهم التغييرات التي تحصل في العالم أجمع وتدرك إدراكا كبيرا وواضحا أنه لا يمكن أن يتم إخفاء شيء عن الشعوب العربية، ولذلك فقد وقف سابقا الأمير الوالد حمد بن خليفة حين كانت غزة تدك من قبل المحتل الاسرائيلي وبيّن للشعوب العربية ما حدث وكيف كانت تسير الأمور وكشف المستور ووضع الشعوب العربية كلها أمام الحقيقة المرة التي آلمته وآلمت معه ملايين ممن تابعه، ولذلك فقد كسب قلوب ملايين العرب وهو لم يسع إلى شيء إلا ليخط الخطوط العريضة للوضع الذي يجب ان يكون عليه القادة العرب مع شعوبهم التي لا تعرف شيئا عما تفكر به تلك القيادات، وأصبحت قطر من منطلق مسؤوليتها العربية وكونها جزءا من هذه الامة تسعى إلى أن يحدث التغيير للأفضل، تريد القضاء على الفقر والجهل والتخلف وتريد للعرب أن ينهضوا وأن يأخذوا موقعهم المناسب بين الأمم، وهذه أحلام وطموحات لا غبار عليها ولا يختلف على تحقيقها اثنان في أي بلد من البلدان العربية. ولذلك فقطر دعمت وساندت كل تطلعات الشعوب العربية المشروعة التي تسعى إليها، وهنا قد يكون الخلاف في تفسير تلك الحقوق والتطلعات، فمن يرى أن هذه التطلعات المشروعة الممثلة بالعدالة والكرامة والانسانية هي غير شرعية فيتهم كل من يطالب بها أنه إرهابي ومخالف للقانون، وبين من يرى أن هذه التطلعات هي مشروعة في الدين والعرف وفي كل الشرائع وفي كل بلدان العالم المتحضرة، وهذا ما تؤمن به قطر وتسير عليه وتلتزم به إنطلاقا من قيمها ومبادئها الاسلامية الكريمة التي تحترم إنسانية الانسان مهما كان جنسه أو لونه أو دينه.