12 سبتمبر 2025
تسجيلما كنت أفكر يوما أن أتحدث عن أزمة خليجية مع دولة صديقة وقريبة من دول الخليج مثل دولة لبنان التي لربما تمر اليوم بأسوأ أزماتها السياسية الداخلية والاقتصادية والمعيشية والغذائية وهبوط متدن جدا لعملتها الرسمية، ناهيكم عن تفجر أزمة سياسية جديدة بين لبنان كطرف وبين دول الخليج كطرف ثان، تبدو كفته أرجح في تصعيد الأزمة واتخاذ موقف يبدو جديا، بعد تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي الأخير والذي وصف عاصفة الحزم التي تقودها السعودية وقوات مشتركة من بعض الدول العربية منذ السادس والعشرين من شهر أذار / مارس عام 2015 بأنها عبارة عن حرب عبثية لا طائل منها يذهب ضحيتها الأبرياء اليمنيون فقط، ولكن ما جعل فتيل الأزمة يشتعل بين الخليج ولبنان هو وصف قرداحي بأن هجمات الحوثيين على مناطق استراتيجية مثل المطارات ومصافي النفط وأخرى مأهولة بالسكان داخل الأراضي السعودية تدخل ضمن سياسة الدفاع عن النفس المشروع للجانب الحوثي، لأنهم بهذا يدافعون عن أنفسهم وعن أرضهم ومصالحهم ولم ينكر قرداحي الذي خلع عباءة مقدم البرامج الإعلامية وأهمها (من سيربح المليون) والذي كان أشهرها على الإطلاق نظرا لقيام قناة سعودية وهي MBC بعرضه على شاشتها الأشهر عربيا وإنتاج هذا البرنامج بأموال سعودية أيضا كان السبب في شهرته لما وصل له حتى قبيل تنصيبه وزيرا للإعلام في لبنان في التشكيل الحكومي الجديد بناء على توصية شخصية من الرئيس السوري بشار الأسد الذي رأى في قرداحي المناصر والصوت الإعلامي المؤثر والمعروف بتأييده للنظام السوري فرصة ليحجز له كرسيا في التشكيل الأخير الحكومي للبنان، وهذا ما حصل فعلا، لكن قرداحي والذي لم يعِ جيدا حساسية منصبه ومسؤولية أي تصريح سوف يعد رسميا ويمثل دولة بأكملها من خلاله لا وجهة نظر خاصة به كمواطن وإعلامي لبناني يقول ما يمكن أن يقوله العامة بحرية اعتبر أن ما قاله حقيقة ولا يمكن أن يصدر اعتذار باسمه عما قاله وسبب حتى اليوم قلقلة سياسية لم تنته بين بعض دول الخليج وخصوصا السعودية وبين لبنان الذي لا تنقصه الأزمات ليضاعف همه بأقاويل لم تكن مدروسة من وزير كان حتى البارحة يعطي شيكات بمبالغ لمتسابقين يجيبون على أسئلة ويرتقون سلالم المسابقة ليصل بعضهم إلى المليون ريال الذي كانت يدفعه ممولو ورعاة سعوديون وكان ينهيها بقوله مبروك المليون من قناة MBC التي قررت اليوم أن تنقل مقرها الدائم الذي كان في العاصمة بيروت إلى العاصمة السعودية الرياض بعد تصريحات قرداحي التي أخذت أبعادا لربما لم يلق قرداحي لها بالا حينما قالها ببساطة، ولكن كما قلت انه لا يزال يعيش في جلباب الإعلامي الذي يحاول يوما أن يكون سياسيا وتارة مقدما لبرامج ترفيهية وتارة أخرى يعطي انطباعاته كمواطن لبناني تجاه ما يراه في بلده من مآس ما كان لهذه الدولة أن تصلها لولا تواضع الحكومات التي توالت على حكم البلاد ولم تفد الشعب بمشاريعها والمساعدات الخيالية التي تتلقاها بصورة دورية من دول الخليج التي حاولت بقدر المستطاع إخراج لبنان من ضائقته المالية المستمرة، ولبنان رأى هذا جليا بعد انفجار مرفأ بيروت المروع حيث تشكل على وجه السرعة مؤتمر المانحين وضخت دول خليجية المليارات في حساب إعادة العافية للجسد اللبناني المنهك شعبيا وحكوما وسياسيا واقتصاديا وصحيا بالإضافة لدول عالمية على رأسها فرنسا التي وجدت نفسها الإشبينة المسؤولة عن الوضع في لبنان، ومع هذا يأتي قرداحي الوزير اللبناني ليتفوه بما لا يجب أن يقوله كممثل لبلد لا يزال ضعيف القوى والإمدادات وفقيرا بالحاجة وغير متعاف لا في مظهره ولا جوهره وبحاجة لوقوف الأحبة والعرب حوله وعليه فإن الدولة بحاجة لموقف رسمي تعتذر عن موقف وزيرها اللامسؤول إن أرادت ألا تزيد على عاتقها ثقلا لن تقوى على حمله بالإضافة لأثقال مديونياتها وحاجيات شعبها غير الموجودة في الشوارع والصيدليات ومجمعات الأغذية والدولار الذي يرتفع حتى يقصم ظهر الشعب الذي يريد دولة تصرف عليه لا العكس فحفظ الله لبنان من شر من بداخله قبل أن الشر الذي يمكن أن يأتيه من الخارج!. [email protected] @ebtesam777