10 سبتمبر 2025

تسجيل

الله على طلاق أول

15 أغسطس 2024

اسمحوا لي قبل أن أبادر بكتابة مقالي أن أخبركم أنني قد استأذنت صديقة لي فاجأتني بالأمس بتصرف غريب جعلني مصدومة جدا مما فعلته بأن تكون هي فحوى مقالي اليوم لتجيبني ضاحكة بأن الأمر سوف يسعدها أن تكون موضوع أحد مقالاتي وسوف تشاركه مع كثير من قروبات الواتس أب وكأن الأمر اعتيادي جدا!. الموضوع أن لي صديقتي كانت قد انفصلت مؤخرا عن زوجها ودخلت في صراع مرير لكسب دعوى الطلاق التي كانت قد تقدمت بها منذ فترة طويلة ودخل بعدها الزوجان في شد وجذب ومقابلات مع قسم الاستشارات العائلية لمحاولة تقريب وجهات النظر وإصلاح ذات البين وكنت أسألها باستمرار عن آخر الأخبار في القضية وكانت تجيبني في كل مرة بعد تنهيدات حارة ومتحسرة بأن الأمور لم تسر على ما يرام وأن طليقها كان يكذب على القاضي في كل ادعاء عليه وكانت تؤجل جلستهما بين الفينة والأخرى حتى وصلت للمحطة الأخيرة في حكم القاضي بفسخ النكاح بينهما وطلاقها منه لأرى بعدها أن الأمر قد انتهى وأن صديقتي قد ارتاحت من معضلة كانت تشغلها كثيرا وتؤرقها أكثر حتى تفاجأت بالأمس بدعوة زاهية وظننت أنها دعوة لحضور زفاف أو ما شابه لكني رأيت ما أستهجنه على التك توك والسناب دائما لكني لم أتصور أنني سوف أحمل في يدي مثل هذا وهي دعوة لحضور حفل بمناسبة ( الطلاق ) وتبدأ: «تم بحمد الله وتوفيقه طلاقي من سيئ الذكر فلان بعد معاناة استمرت لأكثر من 7 سنوات... إلخ « لأتصل بها مباشرة وأنا مذهولة من هذه الدعوة الغريبة التي باتت واقعا أمامي وأسألها فورا هل هذا معقول ؟! كيف تقيمين حفلة لأجل طلاق وبينكما طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات قد تعيش حياة الشتات بسبب هذا الطلاق ؟! ورغم استنكاري كنت أسمع همهمة ضاحكة منها على طريقي كلامي لتجيبني بكلمة واحدة وهي ( فكة منه ومن وجهه) ! وناقشتها بعد ذلك أن الله كما حلل الزواج وجعله مودة وسُكنى ورحمة وإمساكا بمعروف فإنه قد حلل أيضا الطلاق وجعله تسريحا بإحسان ومهما كان ما تعرضت له فلا يمكن لأن تقيمي حفلة وترسلي الدعوات بهذه الصورة الفجة وتُضمينها بتلك العبارات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لتستدرك متعذرة بأنها لم تدعُ سوى أقرب صديقاتها لها وأنها لن تقيم حفلتها في قاعة كما تفعل الراغبات في الشهرة والترند بل في مجلس بيتها الواسع والأمر طبيعي يا ابتسام فلا تكبري الموضوع!. اممممم ! تقول لي لا تكبري الموضوع وتراه هي اعتياديا وأنا هنا لا أقول لها أن تولول وتبكي وتعيش أيام عدتها بحسرة وأسف وكآبة وحزن ولكن لتعطي الموضوع حجمه الذي يستحق وأن تنظر لحياة طفلتها التي لن تعيش بعد اليوم مع أبوين في بيت واحد وقد تدخل في قضايا حضانة التي قد تكبر إذا ما أرادت الأم أن تتزوج ثانية أو يتزوج الأب فيهمل ابنته أو لا يرغب في احتضانها بعد زواج الأم وغيرها من هذه الأمور المتشابكة التي من الحتمي إن هذه الصديقة التي تعتليها النشوة اليوم لم يكن لها بعد نظر فيها لتتوقعها أو حتى أن تتفاداها من الآن ومن المؤكد أنني لن أحضر هذا الحفل الغريب الذي قد تتخلله تصرفات أغرب وإساءة أكبر وكثير من الغيبة والنميمة التي يمكن أن تطول زوجها السابق وربما أهله لذا لا أريد أن أكون جزءا من كل هذا ليس لأنني مثالية جدا أو أتصنع المثالية لكنني إنسانة طبيعية يتخللني بعض الجنون أحيانا وربما الطيش أيضا لكنني أبقى طبيعية لا أحب الخروج عن المألوف الدارج إلى عكسه تماما كما تفعل هذه الصديقة التي وعدتني أن تقرأ مقالي هذا وهي سعيدة به كما قالت لكني من داخلي أقول لها قد أخطأت .. وإن لم يكن بينكما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان لكن هذه الطفلة قد لا تنسى أن والدتها قد أقامت حفلا لطلاقها من والدها ودعت له صديقاتها و( دي جي)!