11 سبتمبر 2025

تسجيل

لا يجب أن يعود

14 أغسطس 2024

(لو كنت رئيساً ما كان لهجوم السابع من أكتوبر في العام 2023 أن يقع ولا للحرب الروسية الأوكرانية أن تندلع ولكني لسوء حظ أمريكا لست أنا الرئيس بل هو ذاك الذي لم يكن يصلح أن يكون رئيسا للبلاد) كان هذا أهم ما جاء في مقابلة إلكترونية للمرشح الرئاسي والرئيس السابق الأمريكي دونالد ترامب في إشارة تهكم وتهجم واضحين للرئيس الحالي جو بايدن حاوره فيها مالك منصة إكس (تويتر سابقا) إيلون ماسك الذي قال إن الموقع قد تعرض لهجمة إلكترونية عرقلت مقابلته مع ترامب الذي بدا أكثر عداءً تجاه الديمقراطيين لا سيما للمرشحة الرئاسية ونائبة الرئيس بايدن الحالية كمالا هاريس التي وصفها بأنها تبدو أضعف من أن تتحمل مهام مسؤولية البلاد الكبيرة قبل أن يؤكد على أنه لو بقي لولاية ثانية في البيت الأبيض لما كان لبوتين أن يدخل في حرب مع أوكرانيا ولا كان لحماس أن تنجح في تنفيذ هجوم السابع من أكتوبر الماضي من العام المنصرم فهل كان هذا صحيحا؟! الواقع يقول إن دونالد ترامب كان المسؤول الأول عن انهيار قوة الولايات المتحدة وإن تصريحاته عادة ما كانت ذات أبعاد خطيرة كما تسبب هو شخصيا بتفجر أزمات سياسية بين دول ترتبط بواشنطن بعلاقات عالية المستوى ولكن ترامب الذي غادر البيت الأبيض من الباب الشرقي لا الشرفي لا يزال يرى نفسه الملهم الذي كان يجب أن يبقى ليصلح كل الأمور العالقة التي عجز بايدن عن إصلاحها وإن هزيمته كانت مدبرة ومتعمدة ليفوز الديمقراطيون بنتيجة لا يعترف بها ولا أنصاره الذين يحثونه هذه المرة على الفوز وسحق هاريس بأي صورة كانت رغم كم القضايا التي تلاحقه وأهمها تشجيع بعض من أنصاره على اقتحام مقر الكونجرس وسرقة ممتلكاته وطرحها للبيع بصورة أشبه بالصورة الهزلية وإن فوزه هذه المرة سيكون فوزا لهؤلاء الذين يقاطعون عادة خطاباته بمواصلة التصفيق والصراخ فهل يبدو هذا طبيعيا بالنظر إلى تاريخ ترامب المخزي الذي وضع القدس كاملة عاصمة للكيان الإسرائيلي المحتل وغير آبه بالقرار الدولي بتخصيص القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية والذي كان قرارا صادرا من مجلس الأمن بموافقة الدول دائمة العضوية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ؟! وهل سوف يتغير شيء إذا ما عاد ترامب لحكم البيت الأبيض لا سيما في القضية الفلسطينية أم أنه سوف يعطي إسرائيل صلاحيات أكبر للبطش بالوجود الفلسطيني في فلسطين المحتلة ويتماشى ذلك مع رغبة نتنياهو المجرم بفوز ترامب على هاريس والتي لم يرتح لها كثيرا في زيارته الأخيرة لواشنطن ليلقي كلمة امتزجت بكثير من الكذب والتلون وتزييف الحقائق في الواقع أمام أعضاء الكونجرس الأمريكي؟! الواقع يقول بأن ترامب سيأتي بالخراب أكثر وسيقف ضد كل من شأنه التقدم للأمام فيما يخص قضايا العرب الذين سوف يسعون هم أيضا لتوثيق العلاقة أكبر مع هذا الرئيس المحتمل الذي لن أظنه سوف يفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وسوف تكتسح هاريس النتيجة لتكون الرئيسة المحتملة للولايات المتحدة رغم أنها يمكن أن تكون مثله لاحقا لأن المصلحة تقول أن نغرق نحن في الأزمات والقضايا والمشاكل وتكون المنطقة اكثر اشتعالا لتقتات واشنطن وأوروبا من هذه الأزمات سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتدخلا في شؤوننا التي ما عادت شؤونا عربية أبدا بعد أن استحوذت واشنطن والاتحاد الأوروبي على أجزاء من أسبابها للأسف وعموما لن أستبق الأحداث لأنني لن أنتظر اليوم إلا انتهاء الحرب الغاشمة والوحشية على غزة التي إن دخلها ترامب لكانت أكثر وضاعة وسادية ودموية والله.