13 سبتمبر 2025
تسجيلماذا يعني حينما تقول قطر وتستمر في تجديد الدعوة للحوار غير المشروط مع دول الحصار ؟ وماذا يعني حينما تستمر دولة الكويت الشقيقة في مساعيها للصلح ووساطتها التي قبلت بها كل دول الخليج لتحقيق التقدم الملموس في هذه الأزمة التي باتت تزيد على عامين ؟ هذا يعني أن قطر مصرة على عدم إطالة أمد هذه الأزمة التي أثرت بطريقة ما على المنظومة الخليجية الواحدة، وهذا ما أكده أيضا الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت في أن استمرار هذه الأزمة لم يعد مقبولا لأن هذه الأزمة أوهنت قدرات دول الخليج وتهدد في كل مرة قدرات هذه الدول التي من المفترض أنها تمثل مجلس تعاون واحد تشترك بنفس المصير والرؤى المستقبلية للمنطقة وهو المجلس الذي استمر في الوقت الذي تهاوت مجالس عربية وإقليمية وانفرط عقد تمائمها لأنها بُنيت على أساس واهن لم يتحمل رياح الأزمات والمشاكل والظروف السياسية والجيوسياسية التي تمر عادة بين الحين والآخر على العالم بأسره، بينما ثبت مجلسنا الخليجي أمام كل الأزمات التي مرت به وكان يمكن أن ينحل لولا حكمة قادته وحكوماته وأمل شعوبه في أن يبقى منارة خليجية متوحدة، باعتبار أن المشترك أصبح نسبا وصلة رحم لا يمكن أن ينفك وثاقها حتى في عز ما نشهده اليوم من أزمة تبدو الأعتى والأصعب على هذا المجلس، ولولا الحكمة التي بدا عليها بعض قادة مجلس التعاون وعلى رأسهم أمير دولة الكويت الشقيقة سمو الأمير صباح وسمو أمير بلادنا الغالية سمو الأمير تميم حفظهما الله لكان هذا المجلس يودع أيامه الأخيرة منذ بدايات الأزمة. نحن في قطر لا نختلف أننا نؤمن بأهمية هذا المجلس بكافة أعضائه وأن خروج أي عضو أو حلحلة هذا المجلس -لا سمح الله - سيكون هزيمة لدول الخليج وفتح أبواب عدة لأنواع كثيرة من التهديدات تعلم قيادات هذا المجلس أي نوع من التهديدات هي ولا نأمل يوما أن تجد منفذا واحدا إلينا في ظل مثل هذه الخلافات التي يمكن أن تزيد من درجة هذه التهديدات وخطورتها ولذا فإن خروج التصريحات المتكررة من الدوحة بترحيبها بالحوار غير المشروط هو أكبر دليل على الحرص القطري على كينونة هذا المجلس واستمراره باعتبار قطر عضوا فاعلا فيه وما يتعرض له الخليج يمكن أن تتعرض له الدوحة والأمر سيان لباقي دول التعاون الخليجي، كما أن محاولات الكويت الحثيثة تعد الأبرز في الأزمة بجانب محاولات الولايات المتحدة لتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف لأن مصالح واشنطن ودول الخليج مجتمعة تبدو أكثر أمانا وفاعلية فيما لو استمرت الفُرقة بين هذه الدول التي لابد أن تُغلّب مصالح الشعوب على أية مصالح أخرى. حفظ الله خليجنا من كل سوء ووفق قادته لما فيه الصلاح والفلاح والنجاح. آمين. فاصلة أخيرة: خليجنا واحد وسيبقى كذلك إن شاء الله. [email protected]