مفترق طرق

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); دائماً ما نردد أو تتكرر على مسامعنا تلك العبارة «قطر صغيرة» وفي الحقيقة فهي لا تشير إلى الناحية الجغرافية ومساحة دولة قطر وإنما لها معنى أكبر من ذلك بكثير، فما هي إلا إشارة لطبيعة العلاقات الاجتماعية التي تتميز بها دولة قطر عن الكثير من المجتمعات الأخرى، فعلى مد حياتنا منذ طفولتنا وحتى كبرنا نلتقي بالعديد من الناس وتتشكل بيننا وبينهم علاقات مبينة على الحب والاحترام المتبادل، ومن أجملها تلك العلاقات التي نشأت خلال طفولتنا في فصول الدراسة بين أصدقائنا، نتشاغب نتعلم نضحك ونلعب وقد نتعارك، فتمضي بنا الأيام وتأخذنا لنهاية تلك المرحلة ولطريق آخر فنتفرق في زحام الحياة، وقد نفقد العديد من أصدقائنا ولكن مهما كانت الظروف ومهما باعدت بيننا الأيام، فقد تشاء الأقدار أن نسلك الطريق ذاته فنلتقي بهم صدفة في مكان ما، وما أن يحدث ذلك نستخدم تلك العبارة "الدوحة صغيرة". قبيل أيام خرجت برفقة صديق ليل مجالسة عدد من رفاقه، ومنذ اللحظة الأولى التي لمحت فيها وجهيهما، تساءلت في نفسي لعلِ أعرفهم، أو أنني قابلتهم قبل ذلك في مكان ما، قطع تفكيري سؤال أحدهما: ما كان اسم مدرستك؟عدت خمسة عشر عامًا للوراء، في ذات الفصل وبين كل رفاقنا في تلك الأيام الخوالي، فجلسنا نستذكر تفاصيل أيامٍ كنت قد ظننت أنها ما عادت في ذاكرتي، أخذت ضحكاتنا تمتزج ومضت الساعات سريعة حتى أنى لم أشعر بها وكأنه لم يمضي علينا سوى دقائق، وإن كنت بيننا فسيراود ذهنك دون شك أننا من أقرب الأصدقاء ولعلنا نتقابل يومياً وتلك السنوات وكأنها لم تكن، وباختصار هذا هو معني "قطر صغيرة"أخيراً وليس آخراً.. وإن كثرت مفترقات الطرق... وأخذت الحياة بكل منا في درب... لا بد أن نلتقي.