11 سبتمبر 2025

تسجيل

مسؤوليتنا الاجتماعية

31 أكتوبر 2014

الغوص في أعماق المجتمع والناس لا شك أنه يكشف لنا الكثير من النفوس بكافة أشكالها ونواياها وألاعيبها ولن أكون أنا أو أنت أيها القارئ خارج هذه الدائرة وكل منا مر بمشكلات وعقبات وآهات فيها الكثير من العبر ولكني لازلت أقول إن الشر لا يمكن أن يكون في قلوب الناس وأخلاقهم بهذا القدر الذي أشاهده في بعض الأحيان سواء فيما يمر علي شخصياً أو ما أشاهد البعض يمر به في حياته وأستعجب كثيراً هل هناك من يأمن مكر الله وهل هناك من لا يخاف عقاب الله وهل هناك من يستطيع أن ينام ليلاً وهو قد أجرم في حقوق الناس وحياتهم من أين لهم تلك القلوب التي يعيشون بها وفي أي مجتمع تمت تربيتهم تساؤلات كثيرة أظل أفكر فيها كل يوم ولكني أسمع من المحبين أحياناً أن هناك ما هو أشد وأكبر وأختم بقولي لا حول ولا قوة إلا بالله. وعندما أقرأ سورة يوسف وأشاهد ما فيها من كيد أخوة لأخيهم الصغير وكيف تحملت قلوبهم أن يفكروا في قتله بل كيف استطاعوا أن يتركوه في غياهب الجب بدون أدنى رحمة وأعود لأقرأ التاريخ لأسجل الكثير والكثير من الصراعات الدنيوية التي غاص فيها الناس والتي بدأت من عهد أبينا آدم عندما قتل قابيل أخاه هابيل ولكن في قصة يوسف يعلمنا الله في كل مرة أنه القاهر فوق عباده والقادر على كل أمر وأنه يمهل ولا يهمل وأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله فيقول الله عز وجل في الآية (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ويقول (إنه لا يفلح الظالمون) ويقول (وإن الله لا يهدي كيد الخائنين) ويقول (أنتم شر مكاناً والله أعلم بما تصفون) ويقول (ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) كل تلك الآيات تدل أن الله لا يمكن أن يترك تلك الشرذمة من البشر التي تعيش حياتها تظلم وتقهر وتكيد وتمكر وتلطخ المجتمع بشرور أفعالها دون وجه حق إلا لإرضاء أنفسهم المريضة وتحقيق أمنياتهم بأي شكل وطريقة فلا يعيقهم حلال أو حرام. لذا لابد أن نؤكد اليوم أن صفاء النفس وتطهيرها من شرورها هي ضمن مسؤوليتنا الاجتماعية التي لابد أن نقوم بها فكل منا جزء من هذا المجتمع يتأثر به ويؤثر فيه بقوله وعمله وعلينا أن نحارب تلك الآفات التي تخرب حياتنا فكل مشكلة وكل كيد وكل مكر وكل فعل سيئ يؤثر في حياتنا ويغير فيها من قلوب مريضة تتلذذ بذلك الإجرام وتسعد به وتشعر أنها تتفوق وتنتصر ولكنها لا تعلم في نهاية المطاف أن الله يسمع ويرى وأنه يمهل ولا يهمل وأنه سيأتي يوم لأخذهم أخذ عزيز مقتدر.