12 سبتمبر 2025
تسجيلبل أصبح عنصرا مهما في أدق تفاصيل حياتنا لا نستغني عنه، لذلك تغيرت حياتنا وعاداتنا وأخلاقنا وطبائعنا، بل وأثر في فطرتنا وعقولنا وخدر أحاسيسنا. نحن في حاجة اليوم لمن يفلتر كل ذلك، لأننا أصبحنا أمام مكينة إعلامية قوية لا تبقي ولا تذر ولا تستأذن أحدا في أن تدخل في بيوتنا وتتجول حتى تستقر في جوفها، لم يصبح لها حدود أو أعراف، حتى القوانين قد تعجز عن السيطرة عليها ومحاربة السيئ منها لأنها أصبحت سيلًا لا يتوقف ينهمر عليك من كل مكان جديد في جديد.اليوم علينا أن نغير المفاهيم وأن نكون أكثر فطنة، فعندما أتلقى سيل الرسائل عبر وسائل الإعلام المختلفة، فإنني لابد أن أقرأ وأشاهد ما خلف تلك الرسائل، لا أشاهد الرسالة ولا أقرأ الرسالة بل إن سوء الظن عندي اليوم فطنة، فالعقل لابد أن يقرأ ما خلف تلك الرسائل، ففيها رسائل نحملها فنحارب بها مجتمعنا وديننا وأخلاقنا من حيث لا نشعر نمرر ونكرر ونرسل ما يقتل ثقافتنا ويغير فطرتنا ويحبط شبابنا ويثير شهواتنا ويغيب عقولنا ويهلك حياتنا.. كذب وغش وشائعات معلومات وأخبار لا صحة لها، مآثر وأحاديث مكذوبة ومصنوعة لتهاجم عقولنا وتنخر في قلب أمتنا ومعيشتنا، أهوالٌ ينتجها ذلك الإعلام تجعلك حائرًا، فيثير الفتنة ويزرع الشك، يحارب بعضنا بعضا من حيث لا نعلم.إن إعلام اليوم تغير عن كل إعلام سابق لا تستطيع توصيفه، فهو يتغير كل يوم بلون وشكل جديد، كيف لا وهو من جعل التافهين المهرجين الفارغين مشاهير؟! كيف لا وهو من جعل بيوتكم وأعراضكم وخصوصياتكم مادة يتناقلها الناس؟! كيف لا وهو من باعد بين الخلق فأصبح العيد رسالة، وزيارة المريض رسالة، وصلة الرحم رسالة، وبر الوالدين رسالة، حتى فعل الخير أصبح رسالة؟!علينا أن ننتبه لهذا الغثاء الذي يغزونا، علينا أن نفطن لكل ما يرسل لنا وتُغذى به عقولنا، كل يوم بآلاف الرسائل التي باطنها شر ينخر عالمنا ويغير ثقافتنا ويخلخل ديننا ويهدم أوطاننا ويشكك بعضنا في بعض، فيزرع الفرقة بيننا تعصبًا وجاهلية، ويقسمنا فئات وطائفية.إننا نعيش زمنا يحركنا فيه الإعلام من حيث لا نعلم، يغيبنا عن واقعنا وحقيقتنا، ويغير مفاهيم حياتنا فأصبحت أوقاتنا بلا قيمة، نسير ولا نعلم إلى أين نسير.. قطيع خلف "هشتاج"، وحرب تموج من أجل تغريدة وفضيحة تحملها سنابه، وتتعجب فتسمع صوتًا: لم العجب، فتلك الحرية تلك حضارة للبشرية؟! فأقول يا خسارة.. أصبحت السخرية حضارة.