11 سبتمبر 2025
تسجيلهل أصبح الجهل اليوم يصنع لنا الشهرة والمال؟ ولماذا هناك مؤسسات حكومية وغير حكومية تسعى لتصدير الجهل؟ وهل أكلنا الطعم وأصبحنا نلهث خلف سراب يصنع لنا السراب؟ ومن جعل شبابنا يسير خلف الجهل ويقيم لهم المنتديات ويصدر لنا ثقافة الجهلاء على أنهم مشاهير؟ ومن جعل الحماقات رواية تروى عبر الشاشات لأن هناك مليون ضاحك شاهد منتجاً صنعه جاهل؟ هل ما يحدث اليوم هو إحدى علامات أن يرفع العِلم ويستبدل بالجهل؟ وهل هناك من يدرك أن كل هذا يحدث اليوم وأنه ضرر على شبابنا وأجيالنا ومجتمعنا وديننا وثقافتنا وهويتنا؟ والسؤال الأهم من كل ذلك ماذا أعددنا لكل هذا؟ علينا اليوم ألا نتجاهل هذا الجهل لأنه والله هو الخطر الأكبر الذي سنرى نتائجه السلبية في سنوات مقبلة متى ما تجاهلناه ورأيناه حضارة وحرية فلا يمكن لجيل يكبر وهو يسير خلف هذه التفاهات أن يصنع مجداً لأمته ولا يمكن لمجتمع يرى أن هؤلاء هم رواده وصناع ثقافته أن يتطور سنندم في يوم من الأيام أننا تجاهلنا صناع العلم وسرنا خلف صناع الجهل فعندما أقرأ إعلاناً لمنتدى يحاضر فيه شخصا على أنه صانع محتوى سنابي ففي أي مجال العلم والمعرفة أستطيع أن أصنف هذا الشخص وفي أي تاريخ من تاريخنا أريد أن أضعه وأي محتوى صنعه هذا أو ذاك فعندما تصرف الملايين على مثل هذه المنتديات لتقدم لنا مثل تلك الشخصيات وننسى شباب العلم والمعرفة فماذا سيحدث لأجيالنا وأي جيل سنعلم وأي قدوة نصدر وعندما تستضيف وسائل الاعلام وتفتح شاشاتها وتنتج برامجها لتستضيف مهرجاً يتبعه مليون ضاحك أو فتاة تصدر ثقافة تنافي الأخلاق والأعراف والدين تدخلنا معها لسريرها وغرفة نومها فإلى أين نقود فتياتنا وعلى أي ثقافة نربيهن.إن المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني مطالبه اليوم أن تقف وقفة صارمة وقوية في وجه هذا التيار علينا اليوم كمجتمع أن نحارب بكل الأدوات هذه الثقافة التي تدمرنا من حيث لا نعلم وتدمر أخلاقنا التي هي أساس العلم والحكمة وهي الدين والهوية وعلى مؤسساتنا الإعلامية أن تحارب وتكشف خطورة هذا الأمر بدلاً من أن تصدره وعلينا أن نقيم المنتديات التي تكشف للمجتمع خطورة ما يحدث فأجيالنا أمانة في أعناقنا علينا أن نحميهم فليس هناك أخطر من داء يصيب العقل والفكر وينخر في جسد الأخلاق والثقافة.لن أمل لو كتبت ألف مقال في هذا الجانب لأنه من أكبر الأخطار التي يواجهها مجتمعنا ونحن نحمل أمانة القلم بأن نوعي المجتمع من مثل هذه الأخطار التي تهددنا يزداد تمددها بين شبابنا حتى أن بعضهم ترك العلم والعمل وبدأ يفرغ وقته لصناعه الجهل عبر منصات الجهل فحان اليوم وقت تحرك العقلاء.