14 سبتمبر 2025

تسجيل

القيادة الحكيمة

31 أكتوبر 2011

هكذا هي القيادة.. كم كانت تلك اللفتة الطيبة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني وزير الدفاع والطيران المفتش العام رحمه الله، عندما قام بزيارة جنود بلاده بعد تعرضهم لأحداث جرت لهم من خلال الدفاع عن وطنهم، حيث ثمن تلك التضحية رحمه الله بأنه لابد وأن يقوم شخصياً بزيارتهم للمستشفى الذي يتواجدون فيه للعلاج وتقبيل رأس كل منهم رغم فارق السن والمكانة، الا أنه رحمه الله رفع من مكانتهم لقيامهم بواجبهم على خير ما يرام، فكانت لهم هذه النتيجة بأن ما قدموه ليس بالأمر الهين الذي يمكن أن يكافأ به أي فرد من الاخرين حتى وان كبرت مكانته، لأن الدفاع عن الوطن بالروح ليس له جزاء مهما كبر، فكان لهم هذا التكريم من القائد المدرك لعظم العمل الذي قدموه من أجل وطنهم وأهلهم، وهذا القائد يعتبر نفسه من بين اولئك الذين قدم هؤلاء الجنود والضباط انفسهم من اجل الآخرين، فلم يترددوا عن اداء الواجب الذي لقي هذا التقدير من قائدهم الذي يعتبر من القيادات النادرة التي تقدم على مثل هذا الأمر الذي نادراً ما نراه من معظم القيادات تجاه من هم اقل منهم في الدرجة والمكانة، الا أن سمو الأمير سلطان ضرب مثلاً في فن القيادة الحكيمة التي تدير جانباً مهماً لحياة الانسان، فتحية لسموه على هذا النهج في فن الإدارة والقيادة التي لا تنم الا عن شخصية تشربت من الروح الإنسانية التي تعلمها من المنبع العظيم، الا وهو الدين الإسلامي الذي تربى وترعرع فيه فكان له ما أراد، حيث حصل على الدرجة الكاملة في ادارة برنامجه في القيادة التي شرف بالمسؤولية فيها في ادارة المملكة العربية السعودية وحصل من أبنائها على كل المحبة لما قدمه لهم من عطف وحنان جعله يدخل في كل بيت وقلب هتف له بالرحمة والمغفرة، فكم هي صرخة نابعة بصدق متجهة الى الخالق جل في علاه أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته التي نتطلع لها جميعاً وندعو لكل من عمل مثقال ذرة من خير أن تكون هذه الدار هي مقره الطيب الذي ننشده لكل من وعد واوفى بوعده، عندما حمل مسؤولية الإدارة لما اوكل له من مسؤوليات وزادها بالمؤسسات الخيرية التي حرص على تلبية من توجه له لإنشائها، لتكون خير معين بعد الله لمساعدة المحتاج للخدمات الإنسانية التي يسعى لها كل محتاج، وحظي برعايتها وتجاوبها لمطلبه، حيث يرى أنه الآن أمام رد جزء من الجميل لمن وقف بجواره في محنته فهو لا بد وأن يتضرع الى خالقه بأن يرحم من قدم له هذه المساعدة بنفس راضية لا منة فيها.. فرحم الله صاحب السمو الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي لم احظ بشرف لقائه ولكن وجدت ذلك مرسوما على وجهه المبتسم دائماً.