31 أكتوبر 2025

تسجيل

هان علينا كل شيء

31 أغسطس 2023

• تمر بالإنسان ظروف ومواقف وصور صعبة، ويعيش ضمن أشكال من المشاكل والهموم التي تعصف به من كل حدب وصوب.. وبينها ومع أشكال الصعاب والمشاكل..من الناس من يتخذ محامياً ليتقدم بالبحث ودراسة القضية هنا وهناك والدفاع واخذ الحقوق ورفع المظالم.. بجمع الأوراق وترتيبها وبحث في خلفيات الموضوع ويجمع الإجابات والأدلة والحقائق والقرائن ليضعها في دفاعه والعرض أمام القضاء.. يكون وكيلهم أمام القضاة لتنام الأعين قريرة العين مطمئنة. • يتناسى الإنسان في لحظات ضعفه وقهره بأننا مع خير وكيل وأقرب قريب وأسمع سميع وأقدر وكيل وأعظم وكيل.. رب الكون.. فهو الحسيب ونعم الوكيل.. عندما نظلم ونقهر.. عندما نتألم ونتوجع.. عندما نبكي وتعصف بنا ظروف الحياة بالألوان وأشكال شتَّى من الحيرة والألم.. • عندما تكثر الديون والمشاكل لتشعل لهيب الشيب على الرؤوس.. عندما نخاف.. ونحتار.. عند كل ما يلم بنا كبشر بأحوالنا النفسية.. وضعفنا البشري واشكال المشاعر الإنسانية.. لا ملجأ لنا ولا ملاذ إلا الإلحاح والتوجه للخالق بالدعاء. • عندما يذهب إنسان لاداء مناسك الحج أو العمرة.. تجد الناس من أهل وأصدقاء.. الكل يطلب منه الدعاء ويوصيه بأدعية معينة في أماكن مقدسة، ونجد انه في كثير من المواقف والاماكن ونحن نؤدي مناسكنا ونحن ندعو الله أن نجد على شاشة عقولنا أسماء وصورا أو وجوها لم نلتقها منذ زمن.. ولم نلتقها قبل سفرنا أو لربما لا نعرف منها إلا الأسماء.. فنذكرها في دعائنا وندعو الله لها.. لنعرف أن الله سبحانه يحب هذا الإنسان لأنه حضر على ذاكرتنا.. فالإنسان يحتاج لدعاء أخيه في كل الظروف.. ودعاء المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابٌ.. وقال الملك المتوكل عليه: «آمين ولك بمثل». •«حسبنا الله ونعم الوكيل» نقولها لظلم وقع علينا.. لأمر عجزنا كبشر صغار لا حول لنا ولا قوة على علاجها.. تلهج ألسنتا وقلوبنا بها.. نكررها على أسماع من ظلمنا لتجد الغضب واحمرار وجناتهم خوفاً من هذا الدعاء ليعتقدوا أننا ندعو عليهم وأننا نريد شراً يقع بهم!.. • آخر جرة قلم: «حسبنا الله ونعم الوكيل».. قالها إبراهيم عليه السلام في النار.. وقالها محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ). .. فالله حسبنا إن عصفت بنا الظروف. .. وهو وكيلنا إن قدر وغدر بنا أشكال من البشر. .. وهو الملاذ إن أدار الناس عنا ظهورهم وأغلقت الأبواب في وجوهنا.. فبابه سبحانه مفتوحٌ.. (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).. فالله نعم الوكيل.. وكلما كنا في ضعفنا أكثر توكلاً، واعتمدت قلوبنا على ربنا في استجلاب المنافع ودفع المضار وكلما قوي يقيننا بربنا أنه الذي خلق الخلق وهو أعلم بما يصلحهم ويصلح لهم هان علينا كل شيء وعلمنا أنه ما يكون شيء إلا بإذن الله تعالى وعلمه، مع ذلك تكون الطمأنينة وراحة البال والاحتساب في كل شيء.