18 سبتمبر 2025

تسجيل

أصحاب العزب

31 أغسطس 2022

عبّر العديد من المواطنين أصحاب العزب عن استيائهم من إخطارات شركة قطر للطاقة التي أمهلتهم حتى الأول من شهر يناير 2023 لإزالة عزبهم وإخلاء مواقعهم بزعم أنها تقع ضمن المناطق التي تتبعها وستخضع لتسويرها للبدء في العمل فيها وفق خطتهم المرسومة، وكانوا قد سبق لهم بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة قبل أن تنفصل البيئة عن وزارة البلدية بتوجيه إخطارات الإزالة من فترة لأخرى خلال السنوات الماضية، وكان أصحاب العزب يُمنّون أنفسهم بأن الجهات المختصة ستضع حلاً جذرياً لمعاناتهم التي يعرف الجميع خلفياتها وكيف أنهم تكبدوا المصاعب والخسائر الفترة الماضية لنقل مواشيهم وسيارات النقل التابعة لها عبر الحدود إلى قطر وفقدانهم للعديد من هذه المواشي. والآن نحن أمام مشكلة ليس هناك أي بوادر لحلها، وكان يُفترض قبل الإقدام على قرار الإخلاء إيجاد حل مناسب لمئات العزب المتضررة والتي تحوي الآلاف من الإبل والغنم بسياراتها وعمالها وغرفها وحِوَطِها التي قد تقدر بمبالغ كبيرة. قبل عامين كتبت مقالة بعنوان "الحلول الجذرية للعزب العشوائية" وتطرقت فيها لحجم المعاناة التي يعانيها أصحاب هذه العزب، وضرورة أن تتدارك الدولة هذه المشكلة قبل أن تتفاقم ويحدث ما لا يحمد عقباه، لاسيما وأنهم رغم تحييدهم في مناطق محددة وإخضاعهم لقوانين للمحافظة على البيئة والحياة الفطرية وهو ما يخالف الفطرة التي فطرها الله في هذه الحيوانات من خلال حركتها وتنقلها ورعيها إلا أنهم مع ذلك التزموا لأنه لا يوجد لهم خيار آخر، هذه القيود التي فرضتها وزارة البلدية والبيئة سابقاً وحالياً وزارة البيئة اضطرت أصحاب العزب إلى بناء عزب في أراض حددتها الدولة لهم ولم يتم انتهاك قوانين البيئة ولا اختراق لحدود المنشآت النفطية، حالهم حال من سبقهم من سنوات طويلة الذين بنوا وعمروا عزباً وساهموا في إثراء ودعم الثروة الحيوانية في البلد وكانوا وما زالوا داعمين لجهود الدولة في حماية الحياة الفطرية. والسؤال الذي يدور في خلد كل صاحب عزبة مهدد بإزالة عزبته؛ إلى متى وأصحاب العزب في حيرة من أمرهم؟ وإلى متى ستستمر معاناتهم؟ وأليس من الأجدى قبل اتخاذ هذا القرار أن يتم وضع الحلول البديلة قبل وضعهم أمام الأمر الواقع؟ نأمل أن تضع الجهات المعنية حداً لهذه المعاناة وتحل هذه الأزمة حلاً جذرياً من خلال تخصيص عزب دائمة لهم حالهم حال الآلاف من المواطنين الذين يملكون عزباً تحفظ لهم مواشيهم ويستأنسون بالمكوث فيها دون أي منغصات ولا مخالفات وقرارات إزالة، وكذلك تحريك المياه الراكدة بالموافقة على الآلاف من (طلبات العزب)، ولو تمت دراسة الموضوع وإعطاؤه الاهتمام المطلوب لتولدت أفكار طموحة من الممكن أن تستغل هذه الثروة الحيوانية المهددة بإخلاء مواقعها من خلال توفير مناطق غير مستغلة على أطراف الدولة وعلى حدودها؛ وعلى سبيل المثال المنطقة المحاذية لمنطقة سودانثيل لإحيائها من خلال تواجد بشري وإعمار وتشجيع للزراعة وإيجاد أسواق للأعلاف والمواد الاستهلاكية، حتماً هذه الخطوات ستخلق لنا فرصاً استثمارية وامتدادا عمرانيا يسهم في التنمية الاقتصادية والبشرية. ‏[email protected]