10 سبتمبر 2025

تسجيل

سمو الأمير في قمة بغداد

31 أغسطس 2021

بدافع الحرص على وحدة الصف والهدف لمواجهة الأزمات التي تعتصر الوطن العربي عامة، والخليج العربي على وجه التحديد، حرص حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على المشاركة في مؤتمر بغداد الذي عُقد السبت الماضي تحت شعار "التعاون والمشاركة"، وحضره على مستوى رؤساء الدول إلى جانب سمو الأمير كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والملك عبدالله ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون، وعلى مستوى رؤساء الحكومات، شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة برئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ورئيس وزراء الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح، ومثل السعودية وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وغاب عن المؤتمر كل من سلطنة عمان "والتي لا تكاد تخطئها العين" بزيها المميز، ومملكة البحرين. (2) ألقى سمو الأمير خطاباً في الاجتماع الرسمي، أكد فيه على أنّ أمن العراق واستقراره هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دول المنطقة، ودعا جميع دول العالم للوقوف إلى جانب العراق الشقيق ليتمكن من استكمال إعادة بناء مؤسساته، كما أكد في بيانه على وحدة العراق واستقراره وعلى تعزيز مؤسساته الشرعية. ويستنتج المراقب من خطاب أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بأنه ينبه إلى مخاطر السماح بهيئات وتنظيمات خارج مؤسسات الدولة تملك السلاح الخفيف والثقيل، الأمر الذي سيؤدي الى إحداث خلل سياسي واجتماعي وأمني، وبالضرورة سيمس أمن الخليج العربي واستقراره، وليس بعيداً عن الذاكرة انطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من جنوب العراق، وخارجاً عن نطاق الدولة ومؤسساتها، استهدفت بعض دول مجلس التعاون. والحق، أن مؤتمر بغداد المشار إليه حقق إنجازات على المستوى الثنائي، إذ تمت لقاءات ثنائية بين سمو الأمير تميم والشيخ محمد بن راشد وصفت بدفء اللقاء، وكذلك لقاء الأمير بالرئيس الفرنسي الذي تم خلال ذلك اللقاء مناقشة العلاقات الثنائية بين الدولتين فرنسا وقطر، وكذلك القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي الجانب العربي التقى سموه بالرئيس العراقي والرئيس السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، والملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ولا جدال بأن تلك اللقاءات تؤدي إلى زيادة اللُّحمة والتقارب، وتقطع جذور الشك والفرقة بين القيادات العربية عامة، ونرجو الله أن يوحد كلمتهم لما فيه خير الأمة العربية. (3) ملاحظات نهائية على المؤتمر وأجوائه صدر عن المؤتمر بيان ختامي اتصف بالصفة الإنشائية والتعبيرات البلاغية وتمجيد العراق بعيداً عن ملامسة هموم الأمة العربية؛ بمعنى آخر، لم يأتِ البيان الختامي بأي جديد، أو تسمية مشاريع يتبناها المجتمعون؛ إلى جانب ذلك لاحظ المراقبون في ترتيب وقوف المشاركين في الموتمر لأخذ الصور التذكارية، أن وزير خارجية إيران ترك مكان وقوفه المخصص له سلفا إلى جانب وزراء الخارجية المشاركين والأمناء العامين للمنظمات الإقليمية في الصف الثاني، وقفز إلى الصف الأول، مخالفاً بذلك قواعد البروتوكول الذي وضعته مراسم الدولة المضيفة ليكون وجوده في الصورة التذكارية مساوياً لرؤساء الدول. ملاحظة أخرى تدل على انعدام المهارة الدبلوماسية، رئيس الجلسة هو رئيس الوزراء العراقي الكاظمي بصفته يمثل الدولة المضيفة، كان ينادي رؤساء الدول للإدلاء ببياناتهم في الجلسة العامة باسم دولهم، كقوله "أعطي حق الكلام للرئيس المصري"، والواجب وقواعد الإجراءات في المؤتمرات أن يقول "أعطي الكلمة للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية"، وكذلك الحال بالنسبة للرئيس الفرنسي. لقد لاحظ المتابعون لوقائع المؤتمر أن الوفد العراقي الجالس في مقاعد الرئاسة في قاعة المؤتمر، وكأنهم في مقهى يتبادلون الأحاديث الودية فيما بينهم بعيداً عن أجواء المؤتمر وهو في حالة انعقاد. والحق، أن معظم المؤتمرات العربية هي مؤتمرات مجاملات وإرسال رسائل تعبر عن ذات الداعي لهذا المؤتمر أو ذاك، وليست من أجل معالجة قضايا وإيجاد الحلول، لكن هذا لا ينفي أن بعض تلك المؤتمرات كانت ذات نفع وإنجاز، وأذكر منها مؤتمر العُلا الذي عُقد في المملكة العربية السعودية مطلع هذا العام، والذي كان من نتائجه رفع الحصار عن قطر وعودة العلاقات الدبلوماسية إلى طبيعتها السابقة. آخر القول: اللهم وحد كلمة قادتنا، الرامية لخير الأمة وارزقهم البطانة الصالحة التي تحول بينهم وبين المنافقين يا رب العالمين. [email protected]