09 سبتمبر 2025
تسجيلسؤال يطرحه جمهور عريض من الناس على امتداد الساحة الدولية عن قدرة الولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف الإبادة الجماعية في غزة على يدي الجيش الإسرائيلي، البعض يقول إنها قادرة وتكمن قدرتها في أنها الممول الوحيد لإسرائيل بالمال والسلاح والحماية من أي إجراء دولي أو عربي ضد إسرائيل وأنها في الأسبوع الراهن وفي ظروف منطقة الشرق الأوسط التي تنذر بحرب قد تتسع دائرتها الجغرافية أعلنت الإدارة الأمريكية عزمها تقديم تمويل عسكري لحكومة إسرائيل بقيمة 3.5 مليار دولار، إضافة إلى إعلان تراجعها عن فرض عقوبات على كتيبة (نتسح يهودا) الإسرائيلية لانتهاكها حقوق الإنسان ومعاملاتها اللاأخلاقية واللاإنسانية في الضفة الغربية. البعض الآخر يقول بعدم قدرة أي إدارة أمريكية وخاصة في مواسم الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية على الوقوف في وجه الطموحات التوسعية والهيمنة الإسرائيلية في الشرق الأوسط لأن النخب السياسية يتلقون تمويل انتخابيهم عبر اللوبي الإسرائيلي المتنفذ في الساحة الأمريكية. (2) نتيجة لاغتيال إسماعيل هنية ــ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كبير المفاوضين الفلسطينيين ـــ في طهران في 31 يوليو الماضي وقبله بيوم واحد اغتيال فؤاد شكر أحد أبرز القيادات العسكرية لحزب الله اللبناني، هددت طهران والضاحية الجنوبية في بيروت بالثأر من إسرائيل. وراحت الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطها على كل حلفائها العرب والغربيين لإقناع إيران بعدم الانفعال وضبط النفس والتهديد بعواقب وخيمة إن هي أقدمت على إجراء عسكري ضد إسرائيل وكذلك تهديد حزب الله في لبنان. وراحت تحشد أساطيلها البحرية والجوية للدفاع عن إسرائيل إن تعرضت لردة فعل عسكرية من الأطراف المعنية. كان المفروض من الرئيس بايدن وفريقه في واشنطن كبح جماح العدوان الإسرائيلي وضبط المجانين في تل أبيب وأمرهم بوقف الحرب في غزة فورا بدلا من تهديد طهران والضاحية. لكن راحت واشنطن تقول لإيران وحلفائها إذا كان ولا بد من رد الفعل لحفظ ماء الوجه لكل من طهران والضاحية فلا مانع لدى الإدارة الأمريكية من إجراء عملية عسكرية غير جارحة ضد إسرائيل وبشرط عدم الاقتراب من المؤسسات المدنية والبنية التحتية عامة وكذلك المدن والإضرار بالسكان. أظن غاب عن ذهن النخب الحاكمة في واشنطن أن إسرائيل دمرت البنية التحتية لكامل قطاع غزة وهدمت أكثر من 80 % من المباني السكنية وأكثر من 90 % من المستشقيات والمدارس والجامعات ودور العبادة، وقتلت أكثر 50 ألفا كما هو معلن وأكثر من هذه الأعداد ما برحوا مفقودين تحت الأنقاض انها في تقدير الكاتب قضت على أكثر من 100 ألف وجرحت وأقعدت أضعاف هذه الأعداد مبتوري الأطراف. في فجر يوم السبت 10 أغسطس الراهن وفي أثناء صلاة الفجر شنت إسرائيل غارة جوية بسلاح أمريكي حديث على المصلين في مدرسة التابعين في غزة التي كانت مأوى للنازحين والمهجرين والذين دمر الجيش الإسرائيلي منازلهم استشهد أكثر من 100 إنسان كانوا يؤدون صلاة الفجر، وللعلم هذه المدرسة الإيوائية هي الثامنة خلال عشرة أيام التي دمرتها إسرائيل على من فيها دون أي رادع. والسؤال الذي يجب طرحه بهذه المناسبة لو تمت هذه الغارة من قبل جيش عربي ضد معبد يهودي أو كنيسة مسيحية وخلقت هؤلاء الضحايا ماذا سيكون رد المجتمع الغربي والأمريكي على وجه التحديد؟ أليس الانتقام من الفاعل أيا كانت صفته دولة أو تنظيما سياسيا؟ فلماذا لا تُردع إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية التي تقترفها في غزة والضفة الغربية بشكل يومي. (3) في الأسبوع الماضي اتصل الرئيس الأمريكي بايدن بكل من سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري السيسي وصدر بيان مشترك عن تلك الاتصالات مؤداه الدعوة إلى استئناف التفاوض بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل وتقرر أن يعقد هذا الاجتماع الخميس الموافق 15 أغسطس بعد غد في الدوحة أو القاهرة جاءت الدعوة إلى هذا الاجتماع على إثر التهديدات الإيرانية وحزب الله اللبناني بالرد على عدوان إسرائيل على طهران وضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله في أواخر شهر يوليو الماضي. اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران وتعيين يحيى السنوار خلفا له رئيسا للمكتب السياسي بذلك يكون السنوار جمع بين السياسة والقوة وبعيدا عن ضغوط الوسطاء العرب لصعوبة التواصل معه وهو في ميدان المعركة والسنوار مشهود له بالنزاهة وصدق القول والقدرة على اتخاذ القرارات التي تحقق أهداف الشعب الفلسطيني. لكن قبل بدء الاجتماع المشار إليه بعد غد هل تقدم الإدارة الأمريكية وتأمر إسرائيل بوقف جميع الأعمال العسكرية كبادرة صدق النوايا ومن ثم الشروع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من قبل بدلا من التفاوض من جديد؟ وأهم ما تم الاتفاق عليه من قبل طبقا لمشروع الرئيس بايدن الشروع في تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، والبدء في الانسحاب من قطاع غزة، وفتح المعابر لإيصال الإمدادات والتموين الإنسانية، وتزويد القطاع بمستشفيات ميدانية إلى أن يتم إعادة ترميم المستشفيات التي دمرتها إسرائيل وعودة المهجرين إلى ما كانوا عليه عند السابع من أكتوبر الماضي. آخر القول: هل من نخوة عربية لإنقاذ أهلنا في غزة من الفناء بيد صهيونية حاقدة، هل من استجابة لصرخات «وا معتصماه»؟! هل تستيقظ مصر من سباتها وتسترد معبر رفح ومحور فيلادلفيا من يد الصهاينة؟