10 سبتمبر 2025
تسجيلتقول مصادر مطلعة على نتائج اجتماع الدوحة الذي عقد الخميس الموافق 15 أغسطس2024 م وجمع ممثلين عن دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الامريكية الى جانب وفد من الكيان الإسرائيلي وغياب وفد حماس، كان ذلك بهدف الوصول الى اتفاق بشأن وقف اطلاق النار في غزة واطلاق متبادل لسراح المعتقلين والمحتجزين من قبل الطرفين المتحاربين في غزة، تقول انه قد تم التوصل بين الأطراف المجتمعة الى تقليص الفجوة التي كانت متبقية من الاجتماعات السابقة. وصدر في الدوحة بيان مشترك عن الأطراف الثلاثة «الدوحة والقاهرة وواشنطن» يؤكد ان المحادثات التي جرت كانت جادة وبناءة وجرت في أجواء إيجابية. (2) تقول المصادر ذاتها ان هناك نقاطا خلافية وهي إصرار قوات الاحتلال الإسرائيلية على البقاء في محور (نتساريم) الذي أقامته سلطات الاحتلال لتسهيل حركة قواتها المسلحة وتقسيم غزة الى شمال وجنوب ووسط والتحكم في عودة النازحين الى منازلهم في شمال غزة التي هجروا منها بقوة السلاح. لكن الوفد الإسرائيلي في الدوحة رفض التخلي عن هذا المحور، الوفد الأمريكي المفاوض اخذ على عاتقه حل ذلك الاشكال عن طريق تواصل الرئيس بايدن مباشرة مع نتنياهو، امور أخرى ترفض إسرائيل التعهد بوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من القطاع، والإصرار الإسرائيلي على احتلال معبر رفح ومحور فيلادلفيا أي «صلاح الدين» ووضعت إسرائيل شروطا جديدة منها ابعاد 200 فلسطيني من غزة. من المهم القول ان ممر صلاح الدين «فيلادلفيا» يقع على الأراضي الفلسطينية يفصل صحراء سيناء المصرية عن قطاع غزة وطوله 14 كم أنشئ عليه معبر رفح البري الذي يمثل المنفذ الرئيسي لقطاع غزة على العالم الخارجي، انه يمتد من البحر الأبيض المتوسط شمالا الى معبر كرم أبوسالم جنوبا حيث نقطة التقاء الحدود بين مصر وفلسطين والكيان الإسرائيلي. (3) عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق قال «تبلغنا من الوسطاء بنتائج مفاوضات الدوحة لوقف اطلاق النار ومغادرة الوفود قطر». وأضاف قائلا «الطرف الإسرائيلي لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه في الثاني من يوليو الماضي وان نتنياهو تراجع حتى عما دار في الورقة الإسرائيلية المقدمة في 27 مايو الماضي». والرأي عندي اننا اليوم امام معضلة كبيرة على الرغم من كل الاقاويل بأن هناك تقدما في المفاوضات، يعتقد الكاتب ان الضغوط كلها منصبة على الجانب الفلسطيني للحصول على تنازلات منهم لصالح الكيان الإسرائيلي والعجيب ان الوسيط العربي المصري يقول للفلسطينيين «خذوا وفاوضوا» وهي في يقيني مقولة حمالة أوجه في غاية الخطورة والحق ان مصر هي المسؤولة عن تحرير غزة اليوم لأنه تم احتلالها عام 1967 وهي تحت النفوذ المصري. (4) يجب أن نعرف ان أمريكا ليست وسيطا في شأن الحرب في غزة كما يشيع البعض عن المفاوضات الجارية انها واقعيا طرف الى جانب اسرائيل. بمعنى قطر ومصر طرف ولو هناك تباين فالأولى تسعى لإنهاء الحرب وتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني والثانية لها حسابات أخرى متعددة، وإسرائيل وامريكا طرف الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ عام 1986 وهو يعترف بأنه صهيوني العقيدة إذ يقول «أنا صهيوني ولا أتردد في قولي ( 12 ديسمبر 2023)» وقال أيضا «اذا لم تكن هناك إسرائيل موجودة لكان علينا اقامتها». وزير خارجيته بلينكن قال في اول زيارة لتل ابيب عقب السابع من أكتوبر 2023 «إني ازور إسرائيل اليوم بصفتي يهوديا وليس بصفة وزير خارجية أمريكا وسنلبي جميع احتياجاتها ( 12اكتوبر 2023)» فبعد هذه البيانات الواضحة والتي قيلت على شاشات التلفزة العالمية وليس سرا هل نصدق ان تكون أمريكا وسيطا نزيها لحل هذه الكارثة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية على السواء. أعان الله الوسيط القطري ووفقه في كل جهوده، فوالله انه الصادق الوحيد في هذا الشأن. (5) بلينكن يعود الى منطقتنا العربية المثقلة بالهموم والمستقبل المظلم للمرة التاسعة منذ أكتوبر الماضي وكل مساعيه لم تزحزح قادة الكيان الصهيوني عن مواقفهم بل ازدادوا عنفا وأمعنوا في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهلنا في غزة والضفة الغربية بل زاد الدعم الأمريكي لإسرائيل عسكريا بتواجد حاملات الطائرات والبوارج الحربية والغواصات في المنطقة ومنحت إسرائيل مؤخرا 20 مليار دولار. الإدارة الديمقراطية في واشنطن بقيادة بايدن حمت إسرائيل سياسيا في مجلس الأمن وقانونيا من محكمة العدل لدولية ومحكمة الجنايات الدولية. (6) ادارة الرئيس بايدن تسابق الزمان قبل انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي بدأ بالأمس (الاثنين) ويستمر حتى يوم 22 الشهر الجاري لاختيار مرشح للانتخابات القادمة في نوفمبر القادم والتي من المحتمل ان تكون (هاريس). الحزب الديمقراطي مر بتجربة عام 1968م (حرب فيتنام) خسر بموجبها الانتخابات وفاز الحزب الجمهوري الرئيس نيكسون لأن الشعب الأمريكي وشعوب العالم كانت تطالب بوقف الحرب في فيتنام وعدم تزويد سايغون بالسلاح ولم يستجب لكل هتافات الشعوب المطالبة بوقف تلك الحرب. التاريخ اليوم يعيد نفسه، الشعب الأمريكي بكل طبقاته يطالب بوقف الحرب في غزة، جماهير منظمات مجتمع مدني امريكي اذكر منها على سبيل المثال منظمة «ليست قنبلة اخرى، وغير ملتزمين، وصوت اليهود من اجل السلام» كلها تطالب المرشحة كمالا هاريس بالتعهد بفرض حظر فوري على تزويد إسرائيل بالسلاح والا فإن حزبها سيخسر الانتخابات ولهذا تسارع الإدارة الامريكية في اليوم الموعود في القاهرة بإعلان الحل قبل الـ 22 الشهر الجاري ولكنه حل امريكي مؤقت. آخر القول: الكلمة الفصل بيد الزعماء العرب وخاصة تلك التي تقيم علاقات دبلوماسية ومصالح مع الكيان الإسرائيلي، فهل من موقف عربي مشرف؟.