10 سبتمبر 2025
تسجيليجب أن نعي جيدا أننا حين نقول اسم قطر اليوم فإنه بلا شك يختلف عن الأثر الذي كنا نلمسه في السابق عندما يرد اسمها في أي محفل يحدث في العالم وهذا التطور الكبير والسريع الذي باتت عليه قطر لا يمكن أن يعزى لأحد غير الله عز وجل أولا ثم بفضل قيادة مستنيرة وضعت خطتها جيدا دون أن تزاحم الصفوف أو تحدث ربكة أو إثارة إعلامية كالذين اعتادوا فرقعة الأصوات قبل قرقعة الأفعال. ولعل ما جعلني اليوم ألتفت إلى كتابة هذا الشأن ما تابعته في لقاءات سمو الأمير المفدى العائد حديثا من جمهورية العراق الشقيقة بعد مشاركة سموه الفاعلة والمؤثرة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة والذي اختتم فعالياته منذ يومين في العاصمة العراقية، حيث التقى سموه هناك العديد من الرؤساء وممثلي الدول الشقيقة والصديقة لفتح باب المحادثات الجانبية وتعزيز العلاقات الثنائية التي تمنى كل هؤلاء أن تتقدم وتتطور لما باتت عليه الدوحة من مركز مرموق وسام ليس على الصعيد السياسي والدبلوماسي فقط وإنما للثقل الاقتصادي في الاستثمارات القطرية الضخمة والذي أصبح واضحا وملموسا ويشار له بالبنان الصريح، وهذا التدفق العربي والدولي لإقامة علاقات متميزة مع الدوحة فإنه وليد الجهود والمثابرة التي قامت عليها الجهود القطرية في تحقيق الصدارة من حيث إمساك عصا السياسة من المنتصف دون تفريط بطرف أو الإفراط إلى جانب الطرف الآخر وهذا ذكاء يحسب للقيادة التي وضعت الدولة اليوم في مصاف الدول التي يسعى الكبير منها والصغير لفتح الباب بينها وبين الدوحة ناهيكم عما باتت تُعرف عليه قطر بأنها فارسة الوساطات النزيهة والصادقة في كف الخلافات وإنهاء النزاعات ولم الشمل على أرضها وهذه وغيرها من أمور أصبحت سمة بارزة للسياسة القطرية، وعليه فإن الجزء اليسير والمعلن عنه لتوافد القيادات والمسؤولين لفتح أو تعزيز باب الشراكة في كافة المجالات مع قطر وهو أمر يدعو كافة القطريين للفخر بما وصلت إليه دولتهم من دور قيادي ومحوري ليس على النطاق الخليجي أو العربي أو حتى الإقليمي فحسب وإنما على النطاق الدولي مع المؤسسات الدولية أو حتى العالمي مع دول كبرى تلقي بظلالها على أي قضية تطرأ حديثا. ولا يؤسفني هو أن بعض الذين يحاولون التقليل من جهود قطر إما من باب الحسد المعروف حتى على مستوى الدول الغيورة من النجاحات القطرية أو من باب العجز من مواصلة المحاولات للوصول إلى ربع ما وصلت له هذه الدولة الخليجية العربية المسلمة يأتون ليقللوا من كل هذا في محاولة أعتبرها شخصيا بالفاشلة تماما من خلال قرع طبول إعلامهم الفارغ أو الترويج لثغرات واهية في السياسة القطرية لإنشاء نوع من العداوات مع قطر في أي مسار تنتهجه إما وساطة نزيهة لحمل الطرفين على الالتقاء والتفاهم أو مسار بناء علاقات ثنائية ترى الدوحة أن بناءها يمكن أن يضيف لسجل علاقاتها المميزة مع أي دولة في العالم الكثير مما ترغب به وتهدف إليه ومثل هذه المحاولات المتواضعة قد تدعو فعلا للأسف لكنها بلاشك أدعى للشفقة المختلطة ببعض الرحمة لا سيما وأنها في جلها تلقى مصيرا مؤسفا يدعو لرحمة أصحابها وليس معاقبتهم وهذا ما تتضمنه سياسة قطر الحديثة في أن الرحمة قد تكون عقابا حين يقسو المتهم كثيرا على نفسه ولا يبق سوى أن يُرحم ليتأدب!. [email protected] @ebtesam777