تحالف الحضارات وصراعات العالم

كانت الاجواء تحمل الكثير من التفاؤل المشوب بالحذر، كون الطريق نحو تحقيق الاهداف يحتاج الى تكاثف الجهود وايمان صادق بما يحمله منتدى تحالف الحضارات من طموح يلبي احتياحات العالم من العيش بسلام وامن في ظل هذه التوترات المتسارعة، فالتحالف له اهداف عظيمة شرحها الممثل السامي لتحالف الحضارات السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر في كل الجلسات التي شارك فيها في المنتدى السادس في بالي، وقد وعد بانه سوف يكرس جهوده لانهاء التوترات الجارية في العالم والذي سببها الانسان.ونحن نتساءل معه: لماذا ندخل في صراعات ومشاكل وحروب تدمر البشر والحجر وتعمق الشروخ بين الشعوب والأمم وتثبت روح الكراهية وتنشر الأحقاد وتدفع الشعوب للتقاتل والانتقام المدمر؟ انه تساؤل مشروع يحتاج الى من يعرف ذلك العالم الوحشي معنى السلام.. لقد خرجنا بدروس عظيمة من منتدى بالي لتحالف الحضارات. لكن هذا العالم هل سيعي الدروس؟في اجواء تحالف الحضارات هل فعلا يوجد من هؤلاء القتلة من يستمع لصوت العقل؟ هل يسمعون لصوت الضمير؟ نعيش حالة ضياع ونكاد لا نبصر نوراً في نهاية النفق المظلم، اليوم نشهد في العالم وفي ديارنا بالاخص حروباً وأزمات ومذابح، وتطغى على حياتنا أصوات منكرة تدعو إلى المضي في القتل والتدمير واستباحة النفس البريئة التي حرم الله قتلها أو الاعتداء عليها، يريدون ان نسير نحو حتفنا وهلاكنا من دون أن نسمع صوت الحكمة ونداءات المحبة والتعايش والتعارف والتآلف التي ينادي بها الشرفاء من العالم لنشر السلام.الاسلام هو ايضا مستهدف وكثير من الممارسات استغلها أعداء الإسلام الذين روّجوا لنظريات الصدام والمواجهة، ونشروا ثقافة «الإسلاموفوبيا»، أي الخوف من الإسلام، انهم يزعمون أن الحضارة الغربية لم يعد لها عدو بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط الشيوعية والاشتراكية سوى الإسلام مع الترويج لأمور سيئة ودعايات مغرضة وتقديم صور مسيئة للدين وللمسلمين.المنتدى السادس لتحالف الحضارات يدق نواقيس الخطر والتحذير من مثل هذه الفتن البغيضة لأنها تصب كلها في مصلحة الرافضين للعيش المشترك بسلام وتعمد إثارة الفتن وترويج نظريات «صراع الحضارات» و«الإسلاموفوبيا» ونشر الصور المسيئة عن الإسلام والتعرض لمقام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتحريض الرأي العام العربي والعالمي بشكل عام ضد كل ما يمت إلى المسلمين والعرب بصلة.حل المشاكل بالحسنى وتسوية الأزمات بأسرع ما يمكن وإطفاء الحرائق.. سيعطي لتحالف الحضارات تحديا وكيانا يفرض حضوره على العالم.. وسلامتكم.