17 سبتمبر 2025
تسجيلبداية اجعلوني أُعطي تعريفا واضحا لمعنى (الهياط) الذي نعرفه كأهل قطر والخليجيين عموما يعرفون معنى هذه الكلمة، ولكني سوف أوضح معناه لإخواننا العرب ممن يجهل معظمهم معنى هذه الكلمة تحديدا، فالهياط يعني التفاخر بمبالغة بما يكون لدى الشخص الذي قد لا يكون عند غيره وهو التباهي بصورة يطلق على صاحبها لقب الأحمق أو حديث النعمة، ويظن أنه بهذا يتفوق بالخير الذي يمتلكه على غيره وعادة ما يكون تباهيا على غير حاجة أو معنى وللأسف هذه الصورة القاصرة باتت تنتشر في أوروبا تحديدا بعد أن قام (خليجيون) لم يكتفوا بنشر هذه الصورة السلبية لهم داخل أوطانهم أو في منطقة الخليج فقط وإنما صادروا هذه الصورة السيئة إلى داخل أوروبا وبريطانيا في العاصمة لندن مما جعلوا من أنفسهم أضحوكة أكثر مما كانوا يريدونه في إرسال صورة الخليجي الغني الذي يعبث بالمال كما يعبث المختل عقليا بها دون دراية أو حكمة فقد تداولت وسائل إعلام في العاصمة البريطانية لندن صورا حية لبعض السائحين الخليجيين وهم يقومون بالاستعراض بسياراتهم (الخاصة الكلاسيكية) في شوارعها بلباسهم التقليدي الوطني وهم يسدون مداخل هذه الطرقات ومخارجها ويضحكون وكأنهم في باحات بيوتهم الداخلية وليس شوارع عامة وفي دولة ليست دولتهم وفي مكان لا يخضع لأهوائهم الشخصية المريضة و(يهايطون) على الأجانب هناك بصورة أشبه بالحُمق وقلة العقل الذي أشك أن فيهم من يمتلكه بصورة تجعله ينصح من حوله بفك الازدحام واحترام المكان والبلد الذي دخلوه سائحين ضيوفا وليسوا بأهله ومواطنيه الحقيقيين حتى وإن كانوا كذلك فكل هذا لا يعطيهم الحق لأن يمارسوا في ممتلكات عامة ما فعلوه في شوارع لندن وكأنهم يقولون لمن حولهم (يا أرض انهدّي ما عليك قدّي)، فهل هذه هي الصورة الحقيقية التي نريد تصديرها للغرب عن الخليجيين المحترمين أم أنها صورة باهتة وتافهة لا تليق بأهل الخليج أن يكون هؤلاء سفراء يغلبهم الجهل والهياط لهم؟. لم يعمق مثل هؤلاء الجهلة فكرة الخليجي القادم من بلاد النفط والجمال والصحراء لأوروبا وهو يعبث بماله والقادر على أن يشتري كل شيء به وأن يفعل ما يشاء قانونيا كان أو غير قانوني بماله شاء من شاء وأبى من أبى! لا يا حمقى أنتم لا تمثلون أي شخص منا ولا تمثلون المحترمين منا ممن يحترم قوانين أي بلد يذهب لها ولا يعبث بماله ولا يهايط على غيره بكثرتها ورصيده الذي يحمله في بطاقاته البنكية فنحن في النهاية لم نجمع المال من الطرقات ولم نحصل عليه معلقا في الأشجار فقطفنا منه ما نشاء كما نقطف الورد من أغصانها وهو في النهاية نعمة نحمد الله تعالى عليه بالحمد والشكر وبالمحافظة عليه والتصدق منه وليس بالاستعراض به وبهذه الصورة التافهة وكأننا أفضل من غيرنا بل وفي بلادهم هم وليست بلادنا من الأساس للأسف. في الجهة المقابلة صدمتنا مشاهد أخرى حية لخليجيين أيضا كانوا قد شبعوا من الأماكن الطبيعية الخلابة في إحدى الدول الأوروبية التي تمتاز بالطبيعة والأجواء الربيعية الجميلة والباردة فقاموا بالاستعراض و (التفحيط) بسياراتهم (المؤجرة) وتخريب منظر الشوارع بآثار العجلات السوداء، ناهيكم على الأصوات المزعجة التي تصدر من السيارات والمرتفعة والتي أزعجت أهل البلدة التي يزورونها مما دعا الأهالي إلى طرد هؤلاء الدخلاء من منطقتهم وإخبارهم بغضب بأنهم ليسوا من المرحب بهم بينهم نتيجة هذه التصرفات الصبيانية التي يحاربها المعنيون بالأمن في دولهم الأصلية فكيف يجرؤ هؤلاء على ممارسة كل هذه الأفعال المشينة في دولة أجنبية دخلوها سائحين وطُردوا منها عابثين لا يتحملون مسؤولية واحترام المكان الذي دخلوه وكأنهم بمالهم وسفاراتهم قادرون على أن يخرجوا من أي مشكلة بسهولة ولا مسؤولية غير متحملين صورة الخليجي الذي يجب أن يتحملها أي فرد منا كسفير يتحمل واجباته قبل أن يبحث عن حقوقه ولكن مع هؤلاء فليعلم العالم بأنهم ليسوا منا ولا نحن منهم أبدا.