23 سبتمبر 2025

تسجيل

مياه الأمطار وتحديث البنى التحتية

31 يوليو 2022

لم تعد المصداقية سارية في النفس البشرية مع تضارب المصالح المادية اللهم الا ما ندر ممن مازالت القيم تحرك ضمائرهم نحو الخوف والعقوبة الالهية والمصلحة العامة، اليوم ماذا نرى من سلوكيات وأقوال وأفعال تنتفي فيها المصداقية، ويبرز فيها معيار الغش ليؤكد أن المادة والوصول اليها هي المعيار الثابت التي تحرك ضعاف النفوس الذين لايدركون قوله تعالى: {ويلٌ للمطَففين،الذينَ إذا اكتالوا على الناسِ يستوفون وإذا كالوهمْ أو وزنوهمْ يُخسرون } فهذا وعيد شديد للذين يبخسون وينقصون المكيال والميزان، فكيف بمن اتخذ الغش ظاهرة اعتيادية في أغلب مجالات الحياة العملية، الواقع نموذج لمرآة صادقة تكشف ظواهر الغش التي تنخر أساسيات القيم و يعاني منها الكثير أفرادا وحكومة، لم يتوقف وتيرته كما لم يتوقف صنّاعه وعملاؤه من الغشاشين والضاحكين على عقول البشر، وما أكثرهم اليوم، طالما أن المادة هي المعيار الثابت التي تحرك النفس البشرية الضعيفة في التعامل مع الآخر، لا يهم كيف يكون العمل أو البضاعة أو المنتج من الجودة، لايهم أن تكتب شيكات بلا أرصدة بنكية، لا يهم أن يكون الاخلاص والدقة هما الحكمان بين الأطراف المتعاملة، لا يهم الخسارة المادية على عاتق العملاء وغيرها، فالمحاكم القضائية تشهد ملفات بأنواع مختلفة مقدمة من أساليب الغش والكذب بأنواعهما، وقع أصحابها فريسة في شبكة الغشاشين؛ الكذابين، وخاصة النصب والاحتيال في عملية البناء وفقدان الجودة في متطلباته، وفق الأسعار الهائلة المتفق عليها مع العميل،. فكم من الأشخاص وقع في عملية نصب واحتيال من شركات البناء ومن المقاولين، بالظاهر والباطن، ويخرج بعض أصحابها بخفي حنين نتيجة تفعيل عملية الكفالة والواسطة والرشوة وغيرها، وكم منهم من هرب الى موطنه بعد امتلاء جيوبه من عملية الغش من زبائنه وعملائه ويخسر من وقع في شباكه.. …. اليوم كثر الغشاشون في مجتمعنا وتنوعت وسائل الغش، ومازال صنّاعه ومروجوه يعيثون فسادا من الأفراد أو الشركات أو المقاولين، ومازلنا نعاني منهم ولكن مكره أخاك لابطل، و شر لابد منه طغى على الحياة اليومية وأصبح الحديث عنه لايتوقف، فالحاجة للتصليح أو التغيير لأمر طارئ أو خلل طارئ يتطلب الاستعانة بهم دون الادراك بجودة العمل ومصداقية الجودة للاجهزة المتغيرة، وبالرغم من وجود القوانين واللوائح العقابية، التي شرعتها الدولة، والتأكيد على المتعاملين بالابلاغ عن أيّ حالات غش أو تقليد أو نصب، الا أننا مازلنا نقع في وتيرة النصابين والغشاشين لفقدان الضمائر بمختلف الجنسيات التي فُتحت لهم الأبواب للسلب والاسترزاق والاستنزاف من جيوب المتعاملين.، ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المختصة بوزارة الصناعة والتجارة كلٌ في مجاله، والجهات المختصة، بأشغال الا أن الغش مازال ساريا وتيرته مع انعدام الضمائر، والبحث عن الكسب السريع بالطرق غير المشروعة. تعلمنا في المدارس أثناء الاختبارات أن من غشنا ليس منا، وتترد على مسمعنا وتكتب على الجداريات للتنبيه بالغش بأنه شيء عظيم عند الله وله عقوبة، فكيف بمن يغش ويتلاعب بمقدرات الآخرين ومقدرات الدولة.اليوم !!! …. ما دفعني لإثارة عملية الغش والذي يعتبر قائمًا وليس جديدا على الحياة البشرية في وجود النفوس الأمارة بالسوء، هي سقوط الأمطار الغزيرة على الدولة منذ أيام قليلة فجأة يوم الخميس 28/يوليو/ 2022. وفي وقت لم يتوقع، نتيجة منخفض جوي، وما سببته كثافتها من ضرر على البني التحتية والمنشآت التي اليوم تعتبر من المستجدات التي تقوم بها أشغال لاستقبال مونديال 2022، كشفت هذه الأمطار الكثيفة عن أصابع الغش وتلاعب بعض المقاولين، وبعدم استكمال مشروع صرف مياه الأمطار بالرغم من انجاز الكثير منها، وخاصة الذين يعملون بالباطن بعدم التقيد بالاجراءات الخاصة بجودة تشييد البنى التحتية والبطء في تنفيذها، والانتهاء منها في وقتها الزمني المحدد،. نأمل في الأيام القادمة أن تقوم الجهات المختصة بتشديد الرقابة على الجهات المنفذة لمثل هذه المشاريع والمنشآت،حتى لا تتكرر تجمعات المياه في الشوارع، مع الأخذ بالاعتبار أن غالبية المشاريع في المناطق التي تم انجازها تتطلب المراقبة، فالامطار الغزيرة التي تعرضت لها الدولة كشفت عن الخلل في بعضها، تتطلب المتابعة والمراقبة الدقيقة في جودة العمل والتقيد الزمني للانجاز. ومعاقبة المخالفين،، وكل عام والجميع بخير، بسنة هجرية جديدة وأمل مشرق على الأمة الإسلامية.. Wamda.qatar@gmail. Com