23 سبتمبر 2025
تسجيلالوحدة الوطنية باتت ضرورية في التفعيل والتمكين اليوم بين الأوطان أو الوطن الواحد في خضم ما يحدث داخل أسوارها من تبدد وتفكك في مكوناتها البشرية والقبلية بصورة خاصة لرأب الصدع، وسد الثغرات، من أجل تقوية المجتمع واستقراره وأمنه، وحمايته من المغرضين والهادفين إلى تضعيف أركانه والاستيلاء على سيادته ومقدراته، مع الأسف حصرنا الوحدة الوطنية في مفهومنا الفكري الحاضر بأنها عبارة عن مناسبات وأصوات رنانة ومسيرات وأشعار وأغانٍ وهوية لإثبات الانتماء والذات، من أجل مكاسب ومنافع سياسية واقتصادية ومادية، وجميعها مؤقتة،. لذلك ضاع الجوهر الحقيقي لهذه الوحدة والذي يعتمد على ركائز قوية من التلاحم ونبذ الخلاف والتسامح واحترام وسيادة القوانين والأعراف على الجميع وقبول الآخر وغيرها، وبرزت الأصوات النشاز التي تدعو إلى التفرقة وفك رباط الوحدة الوطنية في المجتمع الواحد، من خلال قنوات التواصل الاجتماعي ومدى التزييف في الحقائق والتنابز بالألفاظ والجري وراء الإثارة، ونشر الكراهية والعنصرية القبلية وما تحمله من رفض الآخر وطمس التاريخ وتزويره، ما يحدث الآن من خلل في الأوطان العربية والإسلامية وتفرقة بين مكوناتها البشرية والقبلية نتيجة فقدان الوحدة الوطنية بين جوانبها، بمختلف فصائلها العقائدية والدينية والفكرية والثقافية والقبلية مع أننا أمة قوله تعالى، "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"، وما درسناه في منهاج التربية الوطنية في المراحل الدراسية الثلاث ماهو إلا وعاءً يُستقى منه مفاهيم التربية والولاء والوحدة والانتماء واحترام الرأي الآخر وتنمية الحس الإنساني نحو الوطن،. وتؤهلنا لأن نكون صالحين في المجتمع، ولأجل المجتمع، بوازع ذاتي قبل وجود أي شكل من أشكال السلطة والمراقبة، واحترام القوانين وسيادتها، نماذج أمامنا كثيرة أفتل عقد وحدتها، وشلت حركة أحاسيسها نحو وطنها، نتيجة التعصب المذهبي والعقائدي والقبلي، دون النظر للمصلحة الوطنية العامة، وتعزيز سيادتها بالوحدة، هذا ما يجيبنا دائما عن سؤال يراودنا حين نرى أوطاننا العربية تنفك وحدتها وتذوب لحمتها، ويتشتت جمعها لماذا؟! ألسنا نحن من نصفع أنفسنا، ألسنا من ساعد على انهيار حائط مقومات الوحدة الأساسية خاصة البشرية، الصين والهند تجتمع فيهما تعددية في الديانات والعقائد والمذاهب واللغة، ولكن تجمعهما الوحدة الوطنية، نحن كدول إسلامية دستورنا واحد وديننا واحد لم نتمكن من تحقيق تلك الوحدة، نماذج كثيرة نرى نتائجها اليوم، وتعيش شعوبها في أتون الهجرة والتشرد والجوع والفقر والجهل نتيجة انفلات فتيل الوحدة الذي نزعته مخالب التعددية التي ترى مصالحها وسيادتها وحقوقها على مصلحة وطنها، هناك من يعمل لصالحه تحت شعار الوحدة الوطنية ويستخدمه لتحقيق مآربه، وهناك من يعمل لمصلحة أجندات خارجية، لنرى ما يحدث الآن في اليمن والعراق وأفغانستان ولبنان من انهيار في مقدراتها البشرية وفوضى نتيجة ما يحدث من انفصام وانفصال بين مكوناتها الشعبية، لنرى ما حدث من انهيار وضعف مجتمعات عربية أخرى لذلك فالوحدة بين الأوطان العربية والإسلامية وأبناء الوطن الواحد قوة وثبات لمواجهة أي عدوان خارجي أو داخلي متمرد أو متطرف، ومواجهة الفتن القائمة، فعملية التنمية تتطلب استقرارا وأمنا، وتتطلب شعوبا ديدنها التسامح والقبول للآخر، وتعمل لمصلحة وطنها ولا يتحقق ذلك إلا بتكاتف جميع مكونات المجتمع، فهل نقتدي ونتعظ !!! وهل ستكون وحدتنا من أجل مصلحة وطننا واستقرار سيادته وأمنه هو شعارنا ورفعه في وجه من يهدف إلى زعزعته وتفككه. Wamda.qatar@gmail. Com