10 سبتمبر 2025
تسجيلعرفناه شخصا بسيطا ومتواضعا رغم مكانته ووظائفه التي تقلدها في البلاد والمسؤوليات الكبيرة التي رُميت على عاتقه ومع هذا كان رجلا بشوشا لا يرد أحدا قصده ولا يستصغر أحدا كائنا من كان وكان يرد التحية بأفضل منها فلا يعتب ولا يذم ولا يقلل من جهد أحد من موظفيه مهما كان التقصير واضحا بل كان ناصحا ومعلما وشغولا لا يحب أن يؤجل عمل اليوم إلى الغد لأي سبب كان ولم يترك يوما كرسيه إلا وقد أنجز كل مهام هذا المنصب كاملا فتنقل بين الوظائف يعمل بجد ومثابرة حتى رسم لنفسه صفة الموظف القطري الخلوق والمجتهد ولذا بكت قطر بأكملها عليه بالأمس حينما باغتها خبر وفاة المهندس والمواطن الصالح هلال بن جهام الكواري بعد صراع من المرض لم يثنه في بعض الأحيان عن أداء مهامه التي لم يمهله أجله في إتمامها حتى النهاية وأن يشهد انطلاق كأس العالم على أرض قطر وهو الذي ساهم مساهمات فعالة في إنجاز بعض مشاريعها حتى اختير عام 2009 كأفضل مهندس في قطر نظرا لما قدمه من خدمات أسهمت في رقي قطر وتطورها وتجميل واجهتها امام العالم حيث أشرف على أعمال تطوير وتشغيل مشروع المدينة الرياضية والمعروفة باسم أسباير زون بما في ذلك مراحل التخطيط وإنشاء البنى التحتية لأماكن استضافة دورة الألعاب الأسيوية الخامسة عشرة الدوحة 2006 وفي العديد من المشاريع بالأندية الرياضية في قطر فقد أسهم في تطوير أنظمة تكنولوجيا التبريد المبتكرة في نادي السد الرياضي هذا بجانب مشاركته في العديد من المشاريع الكبرى الأخرى مثل مشروع تخطيط وتشغيل الحي الثقافي كتارا ومشروع تطوير طريق سلوى إضافة إلى عمله كرئيس لمؤسسة أسباير زون. على المستوى الشخصي عرفت المهندس هلال جهام الكواري رحمه الله دمث الأخلاق لم ينهر يوما أحد العمال على تقصير في عمله بل كان ناصحا وكان كلما وجد تقصيرا أو إهمالا في العمل دعا للعامل بحسن الهداية وكانت جملة (الله يهديك) دارجة على لسانه رحمه الله وأذكر أنني رأيته يوما في استاد خليفة في يوم افتتاحه الرسمي كاستاد مونديالي بحلته الجديدة وكان يسير في كل جهة يتفقد العمل هنا وهناك وكان رحمه الله شعلة نشاط قبل أن ينهكه المرض لم يكن يرضى قصورا في أي عمل يزاوله أو يكون من ضمن مسؤولياته الكبيرة والكثيرة ولذا استحق التكريم دائما وكان حضوره لافتا وإنجازاته تسبقه وسمعته الطيبة تلاحقه أينا حل ذكره وعليه كان خبر وفاته مؤلما لكثير من محبيه الذين عاشروه وخالطوه في العمل والمجالس والاجتماعات واللقاءات وأن قطر بالفعل خسرت أحد أبنائها الأوفياء الذين لا يمكن لأي شخص فيها أن ينساه وألا يذكر محاسن هلال بن جهام الكواري الذي ستظل سيرته نقية وذائعة الصيت وسوف يحل كأس العالم وهذه السيرة سوف تكون حاضرة بإذن الله فمن عرف هلال الكواري لا يمكن أن ينساه بسهولة أو أن يتجاهل بصمات عمله الموثقة في مشاريع قطر الرياضية الكبرى والثقافية وسيظل يستذكر الإنسان الخلوق الذي كان يقابل الناس رغم بساطة أكثرهم بابتسامة وترحيب لم يخالط عمله الرياء ولم يَشُب خلقه الكِبَر، فرحم الله هذا الرجل رحمة واسعة وغفر له كل ما تقدم من ذنبه وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وجمعهم معه يوم القيامة في الفردوس الأعلى بإذن الله ورحم موتانا وموتى المسلمين وجمعنا بهم يوم لا موت بعده ولا فراق. [email protected] @ebtesam777