15 سبتمبر 2025

تسجيل

القيم والثوابت الدينية حصن لأبنائنا

31 يوليو 2022

ينشرح الصدر برؤية شبابنا وفتياتنا الدين يملؤن المجمعات وهو يتسابقون إلى المصليات من أجل الصلاة بمجرد سماع الآذان ونفرح عندما نجد تلك الفتيات والشباب بأعمارهم المختلفة يؤدون صلاتهم بخشوع بل ويتناولون المصحف لقراءته بعد الصلاة، وهذا يؤكد أننا والحمد لله ما زلنا بخير رغم تلك الأهواء والعواصف التي تريد أن تحرف هؤلاء إلى المزالق وأماكن الغواية، وتؤكد مدى أهمية ترسيخ الثوابت الدينية والأخلاقية في نفوس هؤلاء ممن تربوا في بيئة حملت على عاتقها أن ترسخ فيهم هذه الثوابت منذ الصغر وبالتالي عملوا على زيادتها وتثبيتها في نفوسهم من خلال مداوتهم على أوامر الله عز وجل والبعد عن نواهيه. نعم هناك أسر كثيرة والحمد لله ما زالت تحرص على تلك القيم والثوابت وترسيخها في نفوس أطفالها من الصغر من خلال ضمهم لمجموعات حفظ القرآن والقاعدة النورانية -التي أدرك الكثير من الناس أهميتها في إدراك الطفل للحفظ والفهم في الكثير من العلوم ناهيك عن حفظ القرآن وإتقان القراءة والكتابة، أسر تسير على ذلك حتى في أوقات المدرسة وتخصص وقتا ولو ساعة لذلك رغم ضيق الوقت أيام المدرسة، مما أظهر التفوق والنجابة في أطفالهم، فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر كما يقول المثل. أن تربية الأطفال لا يعني أن نوفر لهم الخدم والمربيات ونتباهى بكثرتهم وإدخالهم المدارس الأجنبية لتعلم اللغات والافتخار بهم عندما يتحدثون بلغة غير العربية وشراء الملابس الغالية والماركات وبالتالي إهمالهم بعدم الجلوس والحوار معهم ومناقشتهم ومعرفة أفكارهم وبالتالي يبتعدون عنا ونبتعد عنهم. إن تعلم القيم والاخلاق والثوابت الدينية التي تؤسس لهويتنا كمسلمين لايمكن أن يحصل عليها الطفل إلا من خلال والديه ومشاهدته إياهم يمارسونها أمامه ومن خلال المدرسة -وإن للأسف ضعف الاهتمام بتعليم ذلك وكل ما يحصل عليه الطالب قشور من تلك الثوابت والقيم التي تنبعث من ديننا الحنيف. إن تأسيس الأبناء من الصغر على ثوابت الدين والقيم والأخلاق المستمدة منه وترسيخها في أذهانهم مع متابعة ذلك طوال سنوات حياتهم والاشراف عليهم لا شك أنها تكون لهم الحصن الحصين الذي يبعد عنهم كل من يحاول أن يشوه تلك العقول ويجعلهم ينجرفون نحو قيم فاسدة تدمرهم. إذاً لنكون لأبنائنا ذلك الحصن ونظل نقويه وندعمه حتى يقوى حتى لا يكون عرضة للخرق أو الهدم ويكون كالسور الذي بناه ذو القرنين لمن خشوا من بطش يأجوج ومأجوج وهم الذين كانوا يفسدون في الأرض قال الله تعالى (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا).