27 أكتوبر 2025
تسجيلرأي كاتب أفزعنا كثيرا بنظرته المتشائمة، ونتمنى معه ألا يحدث وهو أن ترد قطر بالموافقة على طلبات دول الحصار، وهذا الرأي جاء في سياق مقالة كتبها توفيق رباحي وهو كاتب صحفي جزائري نشر مقالته مؤخرا في /القدس العربي/ ونبه بالقول //إن ذلك لو حدث، فاقرأوا الفاتحة على المنطقة العربية جمعاء، وهللوا لزمن سعودي جديد مدته طويلة وثمنه باهظ// . لا أدخل في التحليلات المفزعة من ما تكيده دول الحصار وعلى رأسهم /السعودية والإمارات/ من لؤم وخبث لإخضاع دولة قطر الأبية بالتنازل والخضوع لمآربهم الشيطانية، فوضع الأزمة الخليجية الراهن غير المسبوقة لن تحمد عقباه، وتبعاتها سوف تفرز واقعاً جديداً في الخليج وربما في المنطقة عموماً سواء /عسكرياً/ كما يراها المراقبون بتواجد قاعدة عسكرية تركية إلى جوار القاعدة العسكرية الأمريكية بقطر أو /اقتصادياً/ من خلال انتقاء الاستثمارات القطرية لأماكنها وربما التوسع في التعاون مع تركيا وإيران، ولا ندري إن كان هذا الوضع الجديد /إن تم/ سيكون مفتاح الخروج من ألازمة، وانفكاك قطر من صداع دول الجوار دون تنازلات وإملاءات . استجابة قطر لمطالب دول الحصار سيجر إلى أخطار جسيمة، ويحذر الكاتب الجزائري برؤيته ان دولة قطر لو خضعت واستجابت ولو لجزء يسير من تلك المطالب، تحت أيّ ظرف من الظروف، فالثمن سيكون بلاءً على المنطقة أكثر مما سيكون عليها وحدها، وسيكون ذلك مقدمة لعقود من الهيمنة السعودية ـ الإماراتية التي لا شيء يدعو للتفاؤل بها .. ويقول //إذا خضعت قطر، فالذين يجب أن يلطموا خدودهم ويفتحوا بيوت العزاء لمستقبلهم واستقلال قرارهم، هم العرب الآخرون، من الرباط إلى مسقط، ليس لأن قطر تصمد الآن نيابة عن الأمة جمعاء وتذود عن شرفها، القضية أبعد بكثير عن هذا الكلام الكبير// . إن مطالب دول الحوار وتذبذبات مواقفهم وانهيارهم امام تعرية قطر لهم بدعوتهم امام العالم باسره الى الحوار افقدت مصداقية وقيمة مطالبهم الثلاثة عشر ناهيك أنها في طبيعة محتواها تفتقد للعقل والمنطق والقبول عند كل صاحب عقل ومنطق، وتبين للعالم ان مطالب دول الحوار الساذجة تنم عن غرور وتهور، وعلوا وغلوا ولا مسؤولية، وتكشف عن رغبة في التصعيد وتبييت النية لتوتر أكبر وأخطر. ها هي الدول الخليجية الثلاث تجتمع في المنامة ومعها نظام مصر الفاسد فماذا سيتمخض عن اجتماعهم التآمري؟ وهل سيكون للقاءاتهم ردود ايجابية تتمناه كل الدول المخلصة لإنهاء الأزمة ؟ ام ستظل اجتماعاتهم خاوية كما هي من الايجابيات المنتظرة كون بنودها صيغت من رؤوس قياداتهم بهدف تعجيز الطرف الآخر ورصِّه في الزاوية، ثم الانتقال إلى المرحلة الأخرى من المواجهة وكأنهم في حرب مصيرية، بينما هم ليسوا سوى هواة سياسة توهموا بامتلاكهم قوة اخترعوها وكأنهم تلاميذ مبتدئون لا هم واثقون من اتجاهها ولا مدركون لشكل نهايتها، وأثبتت تصريحات مفكريهم وساستهم عما تحويه جعبتهم من خواء . لقد حرقت دول الجوار المحاصرة لقطر كل أوراقهم، ولم تثني الآلة الإعلامية التي سخروها ودفعوا لها بالملايين لعدول قطر عن مواقفها، وكل دولة من هذه الدول محاصرة بأزمات داخلية وخارجية وتحديات على أكثر من جبهة . هل سيقود التهور الإماراتي السعودي إلى حرب ؟ وهل هي الحرب التي ستسرع بتشكيل المنطقة برؤية جديدة. الله أعلم وسلامتكم