13 سبتمبر 2025

تسجيل

المشروعات الذكية ضرورة للخروج من الأزمات

31 يوليو 2016

تتجه المجتمعات البشرية صوب المشروعات الذكية الموفرة للطاقة والوقت والجهد، لتحقيق نقلة نوعية في الأنشطة الاقتصادية والخدمية التي تقوم عليها مختلف أوجه الحياة. وتولدت من المشروعات الذكية المدن والطرق والاتصالات والصناعة التي تنتهج الذكاء في تقنياتها، وتنطلق من أساسيات هي البيئة المستدامة وثقة العملاء والتحول من التقليدي إلى الرقمي.وأبرز أوجه الصناعة الذكية هي شبكات الاتصالات، والفضاء الرقمي، وأجهزة المرور والطرق، والعمارة الخضراء، وتطبيقات الخدمات الحكومية، والبيانات الضخمة، وشبكات الكهرباء والماء.فالمشروعات الذكية صارت مطلبا ضروريا لعصر متسارع بالثورة الصناعية والمعلوماتية، ولتفي بمتطلبات التوسع السكاني والطفرة العمرانية واتساع أنماط المعيشة.ويقدر نمو مشروعات المدن الذكية عالميا مثلا بـ١٠،٤ مليار دولار، ومن المتوقع أن يبلغ ٢٧،٥ مليار دولار بحلول ٢٠٢٣، ويقوم عليها أكثر من ٣٠٠ مشروع للمدن حول العالم، تعنى بالطاقة والطرق والخدمات والاتصالات والحكومة الإلكترونية.وقد قامت على الذكاء الصناعي العديد من مشروعات الطاقة والتجارة والاتصالات والنقل، وعمدت إلى ربط كل قطاعاتها بشبكات ذكية من الاتصالات والتقنية، وبرزت علوم حديثة هي إنترنت الأشياء والبيانات الضخمة والروبوتات لتسهل عبور حياتنا من التقليدية إلى المعيشة الذكية.وعملت المشروعات الذكية على زيادة دخل الفرد، وفرص العمل، ورفع الكفاءة التشغيلية، ومواكبة الثورة العلمية، وظهور تخصصات نوعية، ومنتجات إلكترونية، كما أوجدت حلولا مبتكرة للتنافسية، وحماية البيئة، والمناطق الحرة التي يتناغم فيها الاستثمار مع صخب التقنية.على الرغم من التطور المتسارع لتلك المشروعات، إلا أنها ظلت في إطار مدن إلكترونية قائمة بذاتها، ولم تتحول المجتمعات البشرية بأكملها إلى العصر الرقمي، لأن الفجوة بين الرقمية والمجتمع التقليدي لا تزال موجودة.اليوم ويمر العالم بأوقات عصيبة من أزمات الطاقة وتذبذب أسعار النفط والعملات، وتردي الأوضاع الاقتصادية للشرق الأوسط بسبب الصراعات السياسية، والبطالة والديون والخلل المعيشي في أوروبا، أدى إلى إحجام سوق المشروعات الذكية عن الخوض في مشروعات جديدة، حيث يعد الاستقرار مطلبا مهما للاستمرارية.ويبقى السؤال: كيف تنمو المشروعات الذكية في ظل أزمات حقيقية؟ في رأيي أن المشروعات الحالية تتطلب وقفة للمراجعة المتأنية، لتفادي أوجه القصور، ومعالجة الخلل، إلا أن العمل على استمرارها مطلب لا بد منه.كما أن سعي البشرية لصياغة حياة موفرة للوقت والجهد والعمل، يعتبر أساسا للرخاء، وضرورة لنمو قطاعات الخدمات والاستثمارات والاتصالات والنقل.وفي الاقتصاد العالمي توجد نماذج نوعية للمشروعات البشرية، والكثير منها يواصل نموه، أبرزها وادي السيلكون بالولايات المتحدة الأمريكية، ومسطحات الطاقة الشمسية في أوروبا، وفي منطقتنا العربية مدن لوسيل بقطر ومصدر بدولة الإمارات العربية المتحدة والملك فهد وينبع الصناعية بالمملكة العربية السعودية ومدينة دبي الذكية ومركز التجارة بمملكة البحرين.