10 سبتمبر 2025
تسجيلكنت - ولازلت - أشعر بسعادة غامرة بعد نشر مقالنا السابق والذى يحمل عنوان " أضواء على الفوضى الخلاقة " وذلك بسبب كثرة التعليقات التى أشادت بالمقال حتى أن بعض المثقفين الذين أعتز برأيهم كثيراً قد أشادوا بالمقال .. وهو أمر جميل ويثلج صدر أى كاتب .. وعن سبب سعادتى كذلك أننى علمت من صديقى العجوز – جد الشاب الصغير المثقف الذى كان لى حوار معه – أن حفيده قد غادرنى وهو فى غاية السعادة وأنه يعتزم أن يطلب منى تكرار لقاءتنا .. ولكن مع بعض أصدقائه هذه المرة .. وأنا لا يسعدنى شئ قدر تواصلى مع الشباب وإحساسى بأننى ساهمت ولو بجزء بسيط فى تشكيل وجدانهم من خلال حوارى معهم . وهناك سبب آخر لسعادتى وهو أننى وجدت من يعزف على نفس الوتر ولكن بأنغام مختلفة .. فقد قرأت للكاتب الصحفى الأستاذ هانى عمارة – الذى لا أعرفه شخصيا ولم أتشرف بمقابلته – مقالا فى جريدة الأهرام بتاريخ الثامن والعشرين من يونيو لعام 2016 تحت عنوان " إندونيسيا .. الإختلاف سر الوحدة ! " يتناول فيه وحدة إندونيسيا برغم الإختلافات المتعددة بين فئات شعبها كما سنرى فى المقال الذى سأعرضه لحضراتكم .. وعلى غير العادة سأعرض المقال كاملا حيث أنه من المتعارف عليه فى عالم الصحافة أن يتم الإستشهاد بأجزاء من المقال فقط .. ولكننى حرصا منى على عدم الإجتزاء ونقل الفكرة كاملة .. بالإضافة إلى أن المقال نفسه قصير نسبيا .. إليكم المقال وبعدها سيكون لنا تعليق : إندونيسيا .. الاختلاف سر الوحدة ! الابتسامة والهدوء الطيبة والتواضع ، صفات لن تجهد نفسك كثيراً فى أن تكتشفها عندما تتعامل مع أى مواطن إندونيسى ، أضف إلى ذلك الحب والتقدير الذى يكنه هذا الشعب لمصر والمصريين والذى ترجمه سفير إندونيسيا فى القاهرة حلمى فوزى عندما قال : " إن مصر أول دولة فى العالم تعترف باستقلالهم وزوال الاحتلال الهولندى لبلادهم عام 1945وتفتح لهم سفارة هنا فى القاهرة " .. كلمات السفير جاءت فى إحتفالية رمضانية إندونيسية بالمسرح الصغير بدار الأوبرا .. أهم ما ذكره فى تقديرى ويجب ان يكون درسا وعبرة لنا فى العالم العربى والإسلامي أنهم أقاموا من الاختلاف فى الديانات و المذاهب والأعراق واللغات جسرا للوحدة والتواصل والتسامح والعيش فى سلام على أرضية المواطنة. فالإحصائيات تشير الى ان سكان اندونيسيا يقترب من 260 مليون نسمة ويعيشون على 17 ألف جزيرة .. ويتحدثون ست لغات وليس لهجات .. ورغم هذا التباين والتباعد والاختلاف فالوطن هو الذى يجمعهم .. وفى هذه السهرة أيضا قدمت الفرق الفنية عددا من الأعمال التى تعكس تراث بلادهم فى تابلوهات رائعة ومبهرة من التواشيح والرقصات الشعبية .. وينتهى العرض بأغنية عمرو دياب (أنا ميال) بصوت مطرب إندونيسى وسط تفاعل وتصفيق الحاضرين. وكما نرى من المقال التجربة الإندونيسية الثرية من الممكن أن تكون درسا وعبرة للشعوب الأخرى .. ويكفى أن نعرف أن تعدادهم يصل إلى 260 مليون نسمة ويعيشون على سبعة عشر ألف جزيرة .. وأنهم يتحدثون ست لغات .. أؤكد ست لغات وليس لهجات .. إلى آخر ما جاء فى المقال القيم . وهكذا يرى كل من السفير الإندونيسى فى القاهرة وكذلك الكاتب الصحفى الأستاذ هانى عمارة – وأنا أتفق معهم – أن كثرة الإختلافات يمكن أن تكون مدعاة للوحدة بين أبناء الوطن الواحد وليس الفرقة وهو الأمر الذى سنلقى عليه الضوء فى مقالنا القادم .. فإلى اللقاء بحول الله .