12 سبتمبر 2025

تسجيل

الجهات المختصة مطالبة بالتصدي لمن يتهجم على تفسير القرآن بغير علم

31 يوليو 2013

◄ رجل من حملة القرآن الكريم لم يسبق له حضور علم ولم يعاشر العلماء ولم يعرف شيئاً في اللغة العربية ، شرع في قراءة تفسير القرآن وشيئاً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لطائفة من العوام ، وعندما يقرأ الحديث يلحن فيه فهل يحل له ذلك أو لا ؟ وإذا لم يحل أفلا يكون من الواجب منعه من القراءة ؟►  الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد   وَكَيْفَ يُفَسَّرُ كِتَابُ اللَّهِ بِغَيْرِ مَا فَسَّرَهُ بِهِ الله تعالى وهو الأعلم بما يُنزِّل, وَكَيْفَ يُفَسَّرُ كِتَابُ اللَّهِ بِغَيْرِ مَا فَسَّرَهُ بِهِ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو الأعلم بما أنزله الله تعالى  عليه، وأوكل إليه مهمة البيان والتوضيح " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[167]" "وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ[168]" " وَكَيْفَ يُفَسَّرُ كِتَابُ اللَّهِ بِغَيْرِ مَا فَسَّرَهُ بِهِ أَصْحَابُ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، والَّذِينَ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلُغَتِهِمْ؟ وقد عاصروا التنزيل  وعايشوا ظروف وملابسات تنزُّل الوحي المعصوم عليه صولا الله وسلامه، وقد اختارهم الله تعالى لصحبة رسوله، ومن خلالهم انتشر الإسلام بلاغا وجهادا وتعليما، هذا وقد قال كثير من العلماء بحرمة تفسير القرآن الكريم بالرأيأولا: لِقَولِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. وَفِي رِوَايَةٍ: الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول آلله : قال "مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"  وفي رواية: "من قال في القرآن بغير ما يعلم جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار".وروى الترمذي أيضاً عن جندب بن عبدالله عن رسول الله قال " من قال في كتاب الله عز وجل برأيه فأصاب فقد أخطأ " وإن أصاب لأنه يكون من باب القول على الله تعالى بغير علم، ومن باب تأويل كلام الله عز وجل بغير علم حتى وإن أصاب الحق؛ وذلك لأنه يحكم على كل إنسان أن يتكلم وأن يتأول وأن يفسر كلام الله عز وجل بغير علم، فمن تكلم بالقرآن برأيه واجتهاده، وليس من أهل الاجتهاد، ولا من أهل النظر والدراسة والبحث؛ فإن هذا معتد متجرئ على كلام الله عز وجل، حتى وإن أصاب.وإن ظن أن هذا ظاهر لكل أحد، وفسره بغير رجوعه لكلام أهل العلم، أو لسنة النبي عليه الصلاة والسلام؛ فإن هذا مخطئ وإن أصاب المراد من الآية، أو من الحديث النبوي؛ وذلك لأنه لا يجوز له أن يتكلم في دين الله عز وجل إلا ببينة قوية، وعلم أكيد متين.ثانيا : لتوقف الصحابة  وإحجامهم عن ذلك " فقد سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس/31]. مَا الْأَبُّ؟ فَقَالَ: أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي، وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي، إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَا أَعْلَمُ؟ لقد توقف الصديق في تفسير أمر من عالم الشهادة، فالْأَبُّ ليس من أمور الغيب، إنما هو من النعم التي أنعم الله بها على عباده، لهذا كان التفسير بمجرد الرأى حراما  ولقوله تعالى:" قوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36].ثالثا: توقف التابعين وإحجامهم عن ذلك أيضا ولقد قال مسروق: " اتقوا التفسير فإنه الرواية عن الله] "عن ابن مجاهد قال: قال رجل لأبي: أنت الذي تفسر القرآن برأيك؟ فبكى أبي ثم قال: إني إذا لجريء. لقد حملت التفسير عن بضعة عشر رجلا من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلم رضي الله عنهم.وَكَيْفَ يُفَسَّرُ كِتَابُ اللَّهِ بِغَيْرِ إلمام بعلوم اللغة ، وآدابها والبلاغة وأنواعها، والصرف والاشتقاق، ومَعْرِفَةِ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ وَأسبَابِ النُّزُولِ، وسائر أنواع علوم القرآن الكريم ، وعلوم الحديث ، ولعل السبب الذي دفع بهؤلاء العلماء إلى القول بذلك سد الذريعة لمنع الأوهام التي وجدت بتفسير بعض الإمامية، والإسماعيلية، والباطنية، فقد رويت تفسيرات سموها باطن القرآن وجعلوا للباطن باطنا، حتى وصلوا إلى سبعة بواطن، فكان منع التفسير بالرأي دفعًا لهذه الأوهام الباطنية التي أفسدت المعاني القرآنية بتأويلات لَا برهان عليها.فإذا كان الإسرائيليون قد أدخلوا على التفسير ما ليس بمعقول ولا مقبول، فالباطنيون قد أدخلوا بتأويلاتهم وبواطنهم ما ليس من التفسير في شيء، والله حافظ كتابه من الفريقين، وهو بنوره الساطع يلفظ الخبث كما يلفظ الفلز خبثه في كير النار.مما سبق يتضح لنا بجلاء كل الوضوح شناعة هذه الجريمة التي يستخف بها البعض ، وتنبئ النصوص عما يرتقب مقترفيها من سوء العاقبة وقبح المآل ، سواء في ذلك المخطئ فيما تهجم به على حرمة كلام الله والمصيب ، لأن موافقة ما قاله وجه الصواب لم تنف عنه تهمة التهجم والقول في دين الله تعالى بغير علم فهو آثم ، وهو والمخطئ قرينان في جهنم وبئس القرار ، فليحذر كل مسلم من السقوط في هذه المهاوي ، وعليه ألا يفسر آية من كتاب آلله إلا إذا كان مستنداً فيما يقول إلى ماسمعه في معناها من عالم أمين على شرع آلله تعالى ، أو يكون قد اطلع على ماكتبه المفسرون المحققون ، أو يكون له من الاطلاع على علم اللغة وأساليب العرب وما أشبه ذلك من الوسائل المساعدة ، وما يُسمي علوم الآلة بالقدر الذي  يُمَكنه من التعرض لتحمل هذا العبء، وإلا كان مخاطراً بنفسه، معرضاً لها لسخط آلله في الدنيا، وعذابه في الآخرة، وقانا آلله تعالى من ذلك وحفظنا.ثم إنه قد يكون القول الذي يسرده في تفسير آية من كتاب الله تعالى مردوداً أو فهمه له على خلاف المراد منه لجهله باللغة العربية، ولاحتمال أن يكون الحديث الذي يرويه موضوعاً فيشيعه في العامة ويدخل الكل تحت الوعيد الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" لهذا كله  يحرم شرعاً على هذا الرجل أن يقرأ تفسير القرآن ، وأن يروي حديث خير الأنام صلى الله عليه وسلم اعتماداً على ما سطر في الكتب ، وعلى ولي الأمر والجهات المختصة منعه وزجره والتشديد عليه، حتى لا يعود لمثل هذا المنكر الذي يحسب أنه به يحسن صنعاً وهو وبال عليه، فليدع هذا لأربابه ، نسأل الله تعالى الهداية لنا ولسائر الأمة المحمدية ذكورها وإناثها والتوفيق للعمل على ما يحبه ويرضاه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا والصلاة والسلام على  سيدنا محمد ومن والاه.هذا وبالله التوفيق ومنه وحده العصمة من الزلل والخطأ والخلل فى القول والعمل.والله أعلم.