13 سبتمبر 2025

تسجيل

"كلنا للشام" فزعة قطرية أصيلة

31 يوليو 2012

في الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). وفيهما عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه). وقد تجلت هذه المناصرة والتواد والتراحم من خلال حملة "كلنا للشام"، الذي نظمتها الحملة القطرية لإغاثة الشعب السوري ممثلة بمؤسساتها الخيرية كمؤسسة عيد بن محمد الخيرية ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية (راف) وجمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري، وبفضل من الله ثم بجهود الأيادي الخيّرة من أبناء قطر الأوفياء استطاعت الحملة أن تصل وفي بضع ساعات فقط أن تجمع أكثر من 220 مليون ريال قطري ولله الحمد والمنة.. لتتجسد بذلك النُصرة القطرية الأصيلة لأهلهم في الشام عسى أن تُسهم في مداواة جروحهم وسد نواقصهم ودعمهم على مجابهة قوى الظلم والعدوان، وهاهي أيضا بعض دولنا الخليجية والإسلامية كعادتها تهب لنصرة أهل الشام لتتضافر الجهود حتى ينتصروا على الطغاة المتجبرين ويعودوا إلى ديارهم سالمين غانمين. نعم.. قطر بأهلها الأوفياء حالها كحال كل قُطرٍ مسلم يتداعى بالسهر والحمى عندما يشكو أي أخٍ له من أي ضيق وهم، ولأنه جزءٌ من هذا البنيان المرصوص المبارك فإنه حريٌ به أن يكون من السباقين لتلبية نداء شام العزة والصمود، ولو حكى التاريخ عن نُصرة قطر لسطر لنا أروع الملاحم التي قام بها أهل قطر الأوفياء الأتقياء، فبارك الله فيهم وسدد خطاهم وجعلهم درعاً واقياً ونُصرةً دائمة لإخوانهم في كل مكان. وهاهي تباشير الخير والنصر يزفها لنا المجاهدون المرابطون في أرض الشام، فمع أننا نقدم عشرات الشهداء في كل يوم فإننا نحقق بأيدي المجاهدين هناك انتصارات ميدانية تُثير غضب طاغية الشام وأعوانه من النصيرية والرافضة عليهم لعنة الله والناس أجمعين، هذه الانتصارات على أرض المعركة جعلت العدو يفقد عقله وتركيزه ليفتح نار ترسانته المدمرة عشوائيا وبدون تركيز على المدنيين العزل في منازلهم، وهذه مؤشرات على أن الخوف والرعب تملّك هذا النظام وبدأت تضيق عليه الأرض بما رحبت. أخواننا في سوريا هُجروا من ديارهم وخسروا كل ما لديهم وبالإضافة إلى حزنهم على قتلاهم ومدى الفظاعة التي اُرتكبت ضدهم من هذا النظام المجرم فإنهم يعانون الكثير الكثير سواء منهم في الداخل السوري أو منهم من في مخيمات اللاجئين على الحدود مع تركيا والعراق والأردن ولبنان، فلنهب لمساعدتهم بالمال والدعاء، ونحن نعيش أياماً عظيمة وفيها مغفرة فلا نحرم أنفسنا أجرها وأجر نصرة إخوة لنا عزهم عزنا وقوتهم قوة لنا. فاصلة أخيرة مهما سمعنا من أخبار تُدمي القلوب من أرض سوريا الحرة فإن النصر والعزة لن يأتي إلا ببذل الأنفس والمال، وهاهي تباشير الخير يزفها لنا المرابطون هناك وكل يوم يمر يدب الرعب والخوف في قلوب الذين كفروا من جند بشار وأعوانهم ويحقق المجاهدون فيها انتصارات ميدانية ستصل إلى مقر الطاغية وستزيله بحول الله وقوته.