11 سبتمبر 2025
تسجيلالصيام هذا الركن الذي فرض علينا ـ نحن المسلمين ـ وفرض على غيرنا من الأديان السماوية الأخرى، ولكن بأوضاع تختلف كما كان عقيدة لبعض خلقه وعباده فرض عليه لأنه نال من الخالق أمراً ما، فكان مقابل ذلك الصيام الذي جاء في قول ربنا سبحانه وتعالى: "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون". سورة البقره، كما ذكر سبحانه وتعالى أن هذا الشهر نزل فيه كتابنا الكريم على سيد الخلق محمد (ص) والقرآن أيضاً فيه هدى للناس الذين آمنوا به، فكم لهذا الشهر من فضل على من يتبع ما جاء في حكمة نزوله!! من الكف عن الأكل والشرب في نهاره ونهى فيه عن كل ما يثير البغيضة والشحناء بين الناس في نهاره وليله، وأن نقتدي فيه بما جاء في كتابه الكريم جل وعلا، وعلى لسان نبيه (ص)، حيث قال: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. فكم لهذا الشهر ولمن يؤدي فيه هذه الفريضة من جزاء كبير عند خالق السماوات والأرض والعباد وكل شيء!! ومن هذه الأمور والأشياء أيضاً الصحة التي نسعى في كل لحظة إلى دور الشفاء هنا وهناك ونطلبها، حتى لو أدى الأمر إلى دفع كل ما لدينا من أموال لنحصل على هذا الأمر، فالحياة بدون صحة لا طعم لها ولا يشعر بها الا الأصحاء فقال (ص ): صوموا تصحوا، فكم لهذا الشهر من فضائل علينا إذا ما اتبعنا ما جاء في كتابنا العزيز وما قاله (ص) من أمور تفيدنا دنيوياً وأخروياً!! فهنيئاً لمن شهد هذا الشهر الفضيل الذي تتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران، أعاذنا الله منها، ومنَّ علينا جميعاً بالفوز بصوم هذا الشهر الفضيل ونحصل على الوعد الذي وعدنا به ربنا جل وعلا، حيث قال (ص): للصائم فرحتان يفرح بهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه، حيث إن هناك باباً في الجنة لا يدخل منه الا الصائمون الذين أحسنوا في صومهم فلهم مكرمة ما بعدها مكرمة، حيث إن الصائمين لهم هذه الخصوصية فكم منا من يسعى في الدنيا بأن تكون له خصوصية في إنهاء عملية دنيوية، فما بالنا في ذلك اليوم الذي يسعى كل منا لأن ينجز عمله أمام ربه بسرعة ليتقي من حرارة الموقف ورهبته، حيث قال (ص): من صام يوماً في سبيل الله زحزحه الله عن النار سبعين خريفاً، فيا لها من مكرمة ومكانة!! فلم لا نتسابق عليها لننال هذه الدرجة والمكانة الرفيعة عند رب السماوات والأرض، وكم هي أيام معدودة يجب أن نحرص على أدائها بالصورة التي تمنحنا تلك المكانة العالية التي لا تتطلب منا إلا العزيمة، وخاصة ونحن نعيش في أيام تتوافر فيها كل وسائل الراحة والاطمئنان ولا يتبقى علينا إلا السعي الجاد في هذه العبادة حتى ننال من ورائها خير الجزاء. من كتاب (روائع الحكمة). فلنتسابق في هذا الشهر الفضيل على النيل من خالقنا ما يقربنا للدخول من باب الريان، لا أن نتسابق فيه للفوز بمزيد من الطعام والشراب ونتباهى به أننا فزنا بنصيب من الطعام وكأن هذا سينقطع عنا وعلينا التخزين منه غير مبالين بالقيام وقراءة القرآن، حيث في هذا الأجر والغفران، وليدرك الجميع أنه من أصبح وهو معافىً في بدنه وعنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها.