31 أكتوبر 2025

تسجيل

المفلسون والانتخابات التركية

31 مايو 2023

انتهت الانتخابات التركية بفوز الرئيس رجب طيب أردوغان لفترة رئاسية تمتد إلى عام 2028م، وكانت قطر في طليعة المهنئين للرئيس أردوغان، وتقاطرت التهاني والتبريكات من دول مجلس التعاون الخليجي تباعًا، ولكي نتعرف على مدى وعي الشعب التركي وحرصه على المشاركة في العملية الديمقراطية، لنلقي نظرة على نسبة المشاركة ونقارنها بنسب المشاركة في أعرق الديمقراطيات الغربية، ففي آخر انتخابات جرت كانت نسبة المشاركة في أمريكا 66%، وفي بريطانيا 67%، وفي إيطاليا 64%، وفي فرنسا 72% أما في تركيا فبلغت 89% على أقل تقدير. أما مواقف الدول والأحزاب ووسائل الإعلام التي هاجمت حزب العدالة والتنمية وهاجمت الرئيس أردوغان فقد جاءت متباينة، فمنهم من اكتفى بتهنئة الرئيس أردوغان "وهم له كارهون"، متجرعين كأس المرارة، وهؤلاء هم رؤساء الدول التي تتبنى قيم الديمقراطية كمعظم الدول الأوروبية، أو تلك الدولة الغربية التي تبشر بالديمقراطية في دول العالم الثالث وتأخذها ذريعة للتدخل في شؤونها إلى درجة الغزو العسكري وتغيير الأنظمة بالقوة القاهرة، وهذه تعرفونها كما تعرفون أبناءكم. تلك الفئة من الرؤساء، الذين كانوا ينعتون الرئيس أردوغان بالديكتاتور، أسقط في أيديهم فوز المرشح غير المرغوب فيه في الجولة الثانية من الانتخابات وعن طريق عملية انتخابية نزيهة وإقبال من الناخبين حطم الأرقام القياسية لأي مشاركة انتخابية في الدول الغربية على مدى عقود من الزمن، لذا دفعها الإحراج الشديد أمام شعوبها إلى التراجع عن موقف الهجوم غير المبرر إلى الاعتراف بنتائج الانتخابات وقبولها على مضض. وهناك أنظمة متربصة لم تبد أي موقف أثناء العملية الانتخابية لكن مواقفها السابقة تنم عن رغبتها في ألا ترى الرئيس أردوغان على كرسي السلطة مجددًا، لم تجد تلك الأنظمة مبررًا لاتخاذ موقف عدائي معلن خوفًا من المواجهة لخمس سنوات قادمة في حال فاز الرئيس أردوغان، وهذه الفئة المتربصة أخطر من سابقتها فهي كما قال جل وعلا "ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوٓاْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَٰفِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوٓاْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۚ فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَٰفِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا". أما وسائل الإعلام المشبوهة وبعض من يسمون أنفسهم بالمفكرين فقد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، تلك الفئة لم تخف خيبة أملها في نتائج الانتخابات التركية بل بدأت تسوق لنظريات غبية من قبيل أن أكثر من 47% من الشعب لا يريد أردوغان، تخيل كيف تكون أطروحات المفلسين إعلاميًا، وقال أحدهم إن الانتخابات غير عادلة والسبب أن أردوغان يُنْتَخَب وهو في السلطة في حين خصومه لا يتمتعون بتلك الميزة، طبعًا هذا الإبداع في الطرح يأتي من كمية خيبة الأمل التي يعانون منها. وفي الختام نقول للشعب التركي هنيئًا لكم نجاح هذا العرس الانتخابي، وهنيئًا لكم هذا الوعي السياسي، وهنيئًا لكم وصول مرشح الأغلبية، ونردد كشعوب محبة لتركيا ما يردده دائمًا فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان "لا غالب إلا الله"، حمى الله تركيا قيادةً وشعبًا.